أ- بطاقة تعريفية بالكتاب
اسم الكتاب: جامع الترمذي
اسم المؤلف: محمد بن عيسى بن سَوْرة الترمذي
الناشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت - لبنان *
سنة النشر: 1996 : 1998م
عدد الأجزاء: 6

* الطبعة المستخدمة في ترقيم الأحاديث وترقيم الأجزاء والصفحات

وصف الكتاب ومنهجه

موضوع السنن : موضوع جامع الترمذي الحديث المرفوع الذي عمل به الفقهاء إجماعا أو اختلافا أو انفرادا، مرتبا على أبواب العلم ابتداء بالعبادات فالمعاملات، وهكذا مما تهمّ المكلَّف معرفته والعلم به، مع الاختصار وعدم التطويل بسرد الأسانيد، إضافة إلى ذكر علل الأحاديث وتمييز مراتبها من حيث القبول وفصل الصحيح عن غيره، مع الكلام على الرواة وبيان درجاتهم وتواريخهم، فيذكر الجرح والتعديل نقلا عن الأئمة وأحيانا باجتهاده، ويبين الأسماء والكنى والوفيات والطبقات، ويضبط المتشابه من ذلك، وربما ترجم للراوي بذكر شيوخه وتلاميذه، كما يذكر مذاهب الفقهاء مع بيان إجماعهم واختلافهم، والناسخ والمنسوخ واختلاف الحديث، مع الترجيح في كثير من مواضع النزاع، ويشرح غريب الألفاظ وغير ذلك من النكت والفوائد التي جعلت لهذا المصنف منزلة رفيعة جدا.
فجمع في كتابه إضافة إلى الخبر المرفوع الأثر الموقوف والمقطوع، ويذكر أكثر ذلك معلقا وربما أسنده.
شرط السنن : اشترط الترمذي في كتابه ذكر الأحاديث التي عليها مدار الأحكام والتي عمل بها الفقهاء، وقد أبان عن ذلك في كتاب العلل الملحق بالجامع، فقال: جميع ما في هذا الكتاب من الحديث فهو معمول به، وقد أخذ به بعض أهل العلم ما عدا حديثين، وذكرهما.
ولم يشترط في أحاديثه الصحة، فلذا وقع في كتابه أنواع كثيرة من علوم الحديث، ففيه: الصحيح، والحسن، والضعيف، والغريب، والمرسل والمنقطع، والمضطرب، والمعلل، والشاذ، والمحفوظ، والمنكر، والمعروف، والمدلس، والمرسل الخفي، وغير ذلك.
غير أنه التزم بيان ذلك وشرحه، فيذكر الحديث ويبين نوعه ولا يسكت.
وهو مع سعة شرطه ينتقي في الباب ويختار أحسن ما وجد، فلذا غلب على أحاديث كتابه الصحيح والحسن، وأقله الضعيف بدرجاته.
وأما شرطه في الرجال فرجال كتابه على طبقات:
1. الثقات الحفاظ، وحديثهم كثير في كتابه، وأكثره مما يوافق فيه الشيخين أو أحدهما.
2. ما دون الأولى في الحفظ، فحديثهم ربما صححه وربما حسّنه.
3. المستور والصادق الذي ليس من أهل الحفظ والإتقان، وروي نحو حديثه من وجهٍ آخر يقويه، فيحسّن حديثه.
4. الضعيف الذي يتفرد بالحديث وليس له ما يشده، وهذا قليل في كتابه.
5. الواهي والمتروك، وقد ذكر في كتاب العلل أنه لا يشتغل بحديثه إلا أنه ربما أخرج الشيء من ذلك منبها عليه.
مصطلحات الترمذي في الحديث المقبول والمردود:
يستخدم الترمذي مصطلحات معينة في الحكم على أحاديث كتابه، بعضها مشهور معروف لا يحتاج إلى توضيح مراده منه، كقوله:
(إسناد ضعيف) أو (فيه اضطراب) أو ما أشبه ذلك، لكن وقع الإشكال في مراده من بعض الألفاظ المتداولة، وهي نوعان:
الأول: اصطلاحات مفردة.
1. حديث صحيح: وهو ما جمع شروط الصحة المعروفة عند المحدِّثين، ويشمل الصحيح لذاته ولغيره.
2. حديث حسن: وهو عنده ما جمع الشروط التالية:
1. ليس في إسناده متّهم بكذب.
2. لا يكون شاذا.
3. روي نحوه من وجهٍ آخر.
3. حديث غريب: وهو ما روي من وجه واحد لا يبلغ درجة المقبول، وليس له ما يشده.
الثاني: اصطلاحات مركبة.
1. حديث صحيح غريب: وهو ما جمع شروط الصحة ولم يأت إلا من الوجه المذكور، بمعنى أنه الصحيح لذاته.
2. حديث حسن غريب: وهو الذي خفّ ضبط راويه عن راوي الصحيح، ولم يأت إلا من الوجه المذكور وهو الحسن لذاته.
3. حديث حسن صحيح: وهو الذي جاء من وجهين أحدهما صحيح والآخر حسن، أو تردد فيه نظر الترمذي فكأنه يقول: حديث حسن أو حديث صحيح.
4. حديث حسن صحيح غريب: أي حسن بالنظر إلى إسناده صحيح بالنظر إلى آخر، لكنه غريب من الوجه الذي ذكره في كتابه.
أو معناه على التردد كأنه قال: حديث حسن غريب، أو صحيح غريب.
تبويب السنن : رتب الترمذي جامعه على أبواب، فيذكر ترجمة كلية كقوله: (أبواب الطهارة) ثم يفرع تحتها أبوابها، فيقول مثلا: (باب ما جاء لا تقبل صلاة بغير طهور) ثم (باب ما جاء في فضل الطهور) وهكذا. جعل الترمذي أبوابه جامعة لأبواب العلم ولم يقتصر بها على أبواب الأحكام، وإنما تعداها للفضائل والزهد وغير ذلك.
ولم يتكلف الفقه في تراجم أبوابه، وإنما يذكر الباب بصيغة هي ألصق ما تكون بما يسوق تحتها من الحديث، ثم يكتفي بسوْق حديث أو حديثين في الباب، ثم يشير إلى ما روي في الباب غير ما ذكره عن غير من ذكر من الصحابة فيقول: (وفي الباب عن فلان وفلان) ويذكر ما بلغه علمه، وربما فاته الشيء من ذلك مما يعلمه غيره، فيكون بهذا قد لخص ما في الباب بأسلوب يفهمه كل مستفيد بأقرب لفظ وأجمع عبارة، وهذه ميزة بارزة لكتابه لم يشارَك فيها.
وليس من منهجه استعمال التراجم الغامضة التي يحتاج إدراك مناسبتها للحديث إلى تكلف ومشقة في الوصول إلى مقصوده إليها. وكذلك ربما وقع فيه التبويب مرسلا من غير ترجمة، فيقول مثلا: (باب) أو (باب منه) ولا يزيد، فهذا أشبه بالتفريع على الباب السابق له.
معلقات السنن : وقع في كتاب الترمذي تعليق الأسانيد المرفوعة والآثار الموقوفة والمقطوعة، وهو كثير فيه، لكنه لا يستخدم ذلك في تراجم الأبواب، إنما يقع له عقب الأحاديث التي يذكرها مسندة، وهو يصنع ذلك اختصارا وحرصا على عدم التطويل بسرد الطرق والأسانيد، واكتفاء بما يسنده في الباب.
وما يعلقه من مذاهب الأئمة المشهورين في الأبواب قد أورد أسانيده إليهم في ذلك كله في كتاب العلل الملحق بآخر الجامع، فاكتفى بذلك عن سَوْق الأسانيد في كل موضع استقلالا.
ومن حِرْص الترمذي على الاختصار ومبالغته فيه مع القصد إلى الحصر يشير أحيانا إلى المتابعة فيعلقها عن الإبهام فيقول: (روي من غير وجه) ونحو ذلك.
تكرار الحديث : طريقة الترمذي في سَوْق أحاديث كتابه فيها شبه من طريقة مسلم، ذلك من جهة جمع طرق الحديث الواحد وتعدد الشيوخ بسياق واحد من غير فصل، مع التنبيه على اختلاف الرواة واتفاقهم، مع أنه كان يرى جواز الرواية بالمعنى، ولا يفرق في استخدام (حدثنا) أو (أخبرنا) وهما عنده واحد، فلا يكتفي بحمل لفظ على لفظ وإنما يشير إلى الاختلاف.
ويجمع أحاديث المسألة في مكان واحد.
ولا يكثر من سرد الأسانيد.
فلذا فإنه يخرج الحديث في ألصق أبوابه به وأظهره دلالة عليه، وما كان عنده في الباب سواه يشير إليه بقوله: (وفي الباب عن فلان) وبذلك تجنب التكرار الموجود في غيره.
ووقع في الجامع أحاديث مكررة، لكن في مواضع يسيرة، ولا يكرر الحديث الواحد عدة مرات، بل أكثر ما وجد ذلك تكراره الحديث في ثلاثة مواضع، ويراعي في التكرار احتياجه له في الباب الآخر فيورده مع غير مراعاة للفائدة الإسنادية فربما أورده تاما سندا ومتنا كما هو في الموضع الأول.
تقطيع الحديث : تقطيع الترمذي للحديث نادر جدا في كتابه، ولعل ندرة ذلك بسبب سعة شرطه، فعنده في كل باب ما يغنيه عن التقطيع للحديث حسب موضع الحاجة، لكنه وقع عنده اختصار الحديث أحيانا حيث يذكر من الحديث الطويل ما يحتاجه في بابه ويشير إلى بقيته بقوله مثلا: (وفي الحديث قصة).

ب-بطاقة تعريفية بالمؤلف
اسمه:

الإمام الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي.
مولده:

لم يذكر المؤرخون سنة ولادة الترمذي على التحديد، لكن ذكر بعضهم على التقدير سنة (209 هـ) ، وقال الذهبي: حدود سنة 210 هـ.
أشهر شيوخه

قتيبة بن سعيد. إسحاق بن راهويه. محمد بن عمرو السواق البلخي. محمود بن غيلان. إسماعيل بن موسى الفزاري. أحمد بن منيع. أبو مصعب الزهري. بشر بن معاذ العقدي. الحسن بن أحمد بن أبي شعيب. أبو عمار الحسين بن حريث. عبدالله بن معاوية الجمحي. عبدالجبار بن العلاء. أبو كريب. علي بن حجر. علي بن سعيد بن مسروق الكندي. عمرو بن علي الفلاس. محمد بن حميد الرازي. محمد بن عبدالملك بن أبي الشوارب. هناد بن السري. أبو همام الوليد بن شجاع.
أشهر تلاميذه

أبو بكر أحمد بن إسماعيل السمرقندي. أبو حامد أحمد بن عبدالله بن داود المروزي. أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ. أحمد بن يوسف النسفي. أسد بن حمدويه النسفي. الحسين بن يوسف الفربري. حماد بن شاكر الوراق. داود بن نصر بن سهيل البرذوي. الربيع بن حيان الباهلي. أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب. مكي بن نوح. الهيثم بن كليب .
ثناء العلماء عليه

قال عمر بن علّك الحافظ: مات البخاري فلم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم والحفظ والورع والزهد. وقال ابن حبان: كان أبو عيسى ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر. وقال أبو يعلى الخليلي: ثقة متفق عليه، مشهور بالأمانة والعلم. وقال أبو سعد الإدريسي: أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، صنف الجامع والتواريخ والعلل تصنيف رجل عالم متقن، كان يضرب به المثل في الحفظ. وقال المبارك بن الأثير: أحد العلماء الحفاظ الأعلام. وقال الحافظ المزي: أحد الأئمة المبرّزِين، ومن نفع الله به المسلمين. وقال الذهبي: الحافظ العَلَم الإمام البارع.
آثاره العلمية

الجامع: وهو المشهور بـ (السنن). العلل. الشمائل. تسمية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويسمى (أسماء الصحابة). كتاب التاريخ. كتاب الزهد. الأسماء والكنى.
وفاته:

توفي ليلة الاثنين الثالث عشر من رجب سنة (279 هـ ) ، بقرية (بوغ) من قرى بلده (ترمذ)، فرحمه الله ورضي عنه.