كتاب صفة الجنة والنار > ما ذكر فيما أعد الله لأهل النار وشدته
فِي قَوْلِهِ : وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ قَالَ : جِيءَ بِهَا تُقَادُ بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ
تَزْفِرُ جَهَنَّمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ زَفْرَةً ، فَلَا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا وَقَعَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ
إِنَّ لِجَهَنَّمَ كُلَّ يَوْمٍ زَفْرَتَيْنِ مَا يَبْقَى شَيْءٌ إِلَّا سَمِعَهُمَا
النَّارُ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ
لَفَحَتْهُمُ النَّارُ لَفْحَةً فَمَا أَبْقَتْ لَحْمًا عَلَى عَظْمٍ
إِنَّ أَهْلَ النَّارِ نَادَوْا : يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ، فَخَلَّى عَنْهُمْ أَرْبَعِينَ عَامًا ثُمَّ أَجَابَهُمْ
إِذَا جِيءَ بِالرَّجُلِ إِلَى النَّارِ قِيلَ : انْتَظِرْ حَتَّى نُتْحِفَكَ
لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ قَالَ : تُلَوِّحُ جِلْدَهُ حَتَّى تَدَعَهُ أَشَدَّ سَوَادًا
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ قَالَ : فِي تَوَابِيتَ
أَبْوَابُ النَّارِ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ
أَتَدْرُونَ كَيْفَ أَبْوَابُ النَّارِ
وَاللهِ إِنَّ الْأَمْرَ لَشَدِيدٌ
يُلْقَى عَلَى أَهْلِ النَّارِ الْجُوعُ حَتَّى يَعْدِلَ عِنْدَهُمْ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ
يُلْقَى الْبُكَاءُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ فَيَبْكُونَ حَتَّى تَنْفَدَ الدُّمُوعُ
إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَبْكُونَ فِي النَّارِ حَتَّى لَوْ أُجْرِيَتِ السُّفُنُ فِي دُمُوعِهِمْ لَجَرَتْ
إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا مَنْ لَهُ نَعْلَانِ وَشِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ
إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَرَجُلٌ عَلَيْهِ نَعْلَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَأَنَّهُ مِرْجَلٌ
أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ
إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ
أُنْذِرُكُمُ النَّارَ
اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ : رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا
زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ قَالَ : زِيدُوا عَقَارِبَ ،أَذْنَابُهَا
إِنَّ فِي جَهَنَّمَ تَنَانِيرَ ضِيقُهَا كَضِيقِ زُجِّ رُمْحِ أَحَدِكُمْ فِي الْأَرْضِ
اخْتَصَمَتِ [النَّارُ وَالْجَنَّةُ] ، فَقَالَتِ النَّارُ : فِيَّ الْمُتَكَبِّرُونَ وَأَصْحَابُ الْأَمْوَالِ وَالْأَشْرَافُ
يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ لِسَانٌ يَنْطِقُ
إِنَّ لِجَهَنَّمَ جِبَابًا فِيهَا حَيَّاتٌ أَمْثَالُ أَعْنَاقِ الْبُخْتِ
يُلْقَى الْجَرَبُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ
لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ زَقُّومِ جَهَنَّمَ أُنْزِلَتْ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَفْسَدَتْ عَلَى النَّاسِ مَعَايِشَهُمْ
لَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ صَدِيدِ جَهَنَّمَ دُلِّيَ مِنَ السَّمَاءِ فَوَجَدَ أَهْلُ الْأَرْضِ رِيحَهُ لَأَفْسَدَ عَلَيْهِمُ الدُّنْيَا
إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ تَعَوَّذُ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ
لَوْ أَنَّ حَجَرًا مِثْلَ سَبْعِ خَلِفَاتٍ أُلْقِيَ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ أَهْوَى فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا لَا يَبْلُغُ قَعْرَهَا
يَا جِبْرِيلُ ، مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : حَجَرٌ أُلْقِيَ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ مِنْ سَبْعِينَ خَرِيفًا
سَمِعْتُ هَدَّةً لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهَا ، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا ؟ فَقَالَ : هَذَا صَخْرٌ قُذِفَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا فَالْيَوْمَ اسْتَقَرَّ قَرَارُهُ
إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ أَحَدَ زَوَايَاهَا
فِي قَوْلِهِ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّهُ يُحَرَّقُ أَحَدُهُمْ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ
يَعْظُمُونَ فِي النَّارِ حَتَّى تَصِيرَ شِفَاهُهُمْ إِلَى سُرَرِهِمْ مَقْبُوحُونَ يَتَهَافَتُونَ فِي النَّارِ
إِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَعْظُمُونَ فِي النَّارِ حَتَّى يَصِيرَ أَحَدُهُمْ مَسِيرَةَ كَذَا وَكَذَا
إِنَّ ضِرْسَ الْكَافِرِ فِي النَّارِ لَمِثْلُ أُحُدٍ
إِنَّ ضِرْسَ الْكَافِرِ فِي النَّارِ مِثْلُ أُحُدٍ
غِلَظُ جِلْدِ الْكَافِرِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا
غِلَظُ جِلْدِ الْكَافِرِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا
أَكْثِرُوا ذِكْرَ النَّارِ ، فَإِنَّ حَرَّهَا شَدِيدٌ
إِنَّ فِي النَّارِ لَجِبَابًا فِيهَا حَيَّاتٌ كَأَمْثَالِ الْبَخَاتِيِّ وَعَقَارِبُ كَأَمْثَالِ الْبِغَالِ الدُّلْمِ
إِنَّهُ لَفِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ
إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ هَبْهَبٌ
أَرْوَاحُ آلِ فِرْعَوْنَ فِي جَوْفِ طَيْرٍ سُودٍ تَغْدُو وَتَرُوحُ عَلَى النَّارِ
أَنَّ أُنَاسًا مَعَهُمْ سِيَاطٌ طِوَالٌ لَا يَرْحَمُونَ النَّاسَ
يَجْمَعُ اللهُ الْخَلَائِقَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيُجَاءُ بِجَهَنَّمَ
وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ قَالَ : مَطَارِقُ
الزَّبَانِيَةُ رُؤُوسُهُمْ فِي السَّمَاءِ وَأَرْجُلُهُمْ فِي الْأَرْضِ
أُوقِدَتِ النَّارُ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ قَالَ : جِيءَ بِهَا تُقَادُ بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ
وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ، قَالَ : أَلْوَانٌ مِنَ الْعَذَابِ
أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى حُلَّةً مِنَ النَّارِ : إِبْلِيسُ
نَـزَّاعَةً لِلشَّوَى ، قَالَ : لَحْمُ السَّاقَيْنِ
نَـزَّاعَةً لِلشَّوَى ، قَالَ : الشَّوَى الْأَطْرَافُ
وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ، قَالَ : فِي النَّارِ
هَلْ تَدْرُونَ مَا قَوْلُهُ : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا ، فَقَالُوا : مَا كُنَّا نَرَى أَنَّ وُرُودَهَا إِلَّا دُخُولُهَا
وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ ، قَالَ : أَفْزَعَهُمْ فَلَمْ يَفُوتُوهُ
يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْعَظِيمِ الطَّوِيلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ فَلَا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ
إِنَّ الْأَغْلَالَ لَمْ تُجْعَلْ فِي أَعْنَاقِ أَهْلِ النَّارِ لِأَنَّهُمْ أَعْجَزُوا الرَّبَّ وَلَكِنْ إِذَا طُفِئَ بِهِمُ اللهَبُ أَرْسَبَتْهُمْ فِي النَّارِ
إِنَّا نَجِدُ فِي الْكِتَابِ أَنَّهُ يَخْرُجُ يَوْمَئِذٍ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَيَنْطَلِقُ مُعْنِقًا ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ
لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ قَالَ : مَنْسِيُّونَ فِي النَّارِ
وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا ، قَالَ : ظِمَاءً
وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا ، قَالَ : عِطَاشًا
إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى كَعْبَيْهِ
إِنَّ الْوُلَاةَ يُجَاءُ بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُونَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ
يُحَاسِبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ الرُّسُلُ ، فَيُدْخِلُ اللهُ الْجَنَّةَ مَنْ أَطَاعَهُ
فَجَاءَ الرَّسُولُ وَأَبُو بَكْرٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ
مَا تَقُولُونَ : تِسْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ مَلَكٍ أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ مَلَكًا ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : لَا ، بَلْ تِسْعَةَ عَشَرَ مَلَكًا
أَنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا : لَهُ نَعْلٌ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ
فَسُحْقًا لأَصْحَابِ السَّعِيرِ قَالَ : وَادٍ فِي جَهَنَّمَ
وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ قَالَ : كَمَا يُشَيَّطُ الرَّأْسُ عِنْدَ الرَّآسِ
يُسَلَّطُ عَلَى الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا
إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا قَالَ : عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ غَرِيمٍ مُفَارِقٌ غَرِيمَهُ إِلَّا غَرِيمَ جَهَنَّمَ
فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ قَالَ : الْجَنَّةُ
بَعَثَ مُوسَى وَهَارُونُ ابْنَيْ هَارُونَ بِقُرْبَانٍ يُقَرِّبَانِهِ فَقَالَا : أَكَلَتْهُ النَّارُ ، وَكَذَبَا ، فَأَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمَا نَارًا فَأَكَلَتْهُمَا
لَمْ أَرَ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا
يُوضَعُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ ، عَلَيْهِ حَسَكٌ كَحَسَكِ السَّعْدَانِ
يُحْمَلُ النَّاسُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَقَادَعُ بِهِمْ جَنَبَتَا الصِّرَاطِ تَقَادُعَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ
الصِّرَاطُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ يَرِدُونَ عَلَيْهِ
يُوضَعُ الصِّرَاطُ وَلَهُ حَدٌّ كَحَدِّ الْمُوسَى
يُجَاءُ بِالنَّاسِ إِلَى الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَيْنَ أَنْتَ مِنْ يَوْمِ جِيءَ بِجَهَنَّمَ قَدْ سَدَّتْ مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ
الصِّرَاطُ دَحْضٌ مَزَلَّةٌ كَحَدِّ السَّيْفِ يَتَكَفَّأُ