كَمَا قَدْ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْكَلَالَةِ ، قَالَ : هُوَ مَنْ لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ . [13/238] قُلْتُ : فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ : { إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ } فَغَضِبَ عَلَيَّ وَانْتَهَرَنِي .
وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الذِّكْرُ لِلْوَلَدِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، وَتَرْكُ الذِّكْرِ لِلْوَالِدِ ; لِأَنَّ الْمُخَاطَبِينَ فِي ذَلِكَ يَعْلَمُونَ أَنَّ الْوَالِدَ فِي هَذَا الْمَعْنَى أَوْكَدُ مِنَ الْوَلَدِ ، فَيَكُونُ الذِّكْرُ لِلْوَلَدِ يُغْنِي عَنْ ذِكْرِ الْوَالِدِ ، كَمَا قَالَ - جَلَّ وَعَزَّ - : { وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ } وَسَكَتَ عَمَّا سِوَى هَؤُلَاءِ مِمَّا تُحَرِّمُهُ الرَّضَاعَةُ مِنَ الْعَمَّاتِ وَالْخَالَاتِ وَمَا أَشْبَهَهُنَّ ، لِعِلْمِ الْمُخَاطَبِينَ بِمَا خَاطَبَهُمْ بِهِ بِمُرَادِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيمَا سَكَتَ عَنْهُ ، وَهَكَذَا كَلَامُ الْعَرَبِ : تُخَاطِبُ بِالشَّيْءِ حَتَّى إِذَا عَلِمَتْ فَهْمَ الْمُخَاطَبِينَ بِمَا أُرِيدَ مِنْهُمْ ، أَمْسَكُوا عَنْ بَقِيَّتِهِ ; لِأَنَّهُمْ قَدْ عَلِمُوا عَنْهُ .
وَالْقُرْآنُ قَدْ جَاءَ بِهَذَا ، قَالَ اللهُ : { وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى } ، ثُمَّ قَالَ : { بَلْ لِلهِ الأَمْرُ جَمِيعًا } .
فَلَمْ يُخْبِرْ بِغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا قَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِاللُّغَةِ فِي مُرَادِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - بِذَلِكَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ : لَكَانَ هَذَا الْقُرْآنُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ : لَكَفَرُوا بِهِ ، - وَاللهُ أَعْلَمُ بِمُرَادِهِ فِي ذَلِكَ .
وَقَالَ - عَزَّ وَجَلَّ - : { وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } وَلَمْ يَذْكُرْ مَا كَانَ يَكُونُ لَهُ ، وَوَصَلَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ { وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ } .
[13/239] وَهَذَا كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، وَكَانَ مَعْقُولًا أَنَّ الْكَلَالَةَ مَا يُكَلَّلُ عَلَى الْمَوْرُوثِ وَالْمِيرَاثِ الَّذِي تَرَكَهُ مَنْ يَسْتَحِقُّهُ بِالسَّبَبِ الَّذِي يَتَكَلَّلُ بِهِ عَلَيْهِ ، وَكَانَ الْوَلَدُ غَيْرَ مُتَكَلَّلٍ عَلَيْهِ ; لِأَنَّهُ مِنْهُ ، فَكَانَ مِثْلُ ذَلِكَ الْوَالِدِ غَيْرَ مُتَكَلَّلٍ عَلَيْهِ ; لِأَنَّهُ مِنْهُ ، فَثَبَتَ بِذَلِكَ : أَنَّ الْكَلَالَةَ مَا عَدَا الْوَالِدَ وَالْوَلَدَ جَمِيعًا ، وَاللهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ
.

كَمَا قَدْ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْكَلَالَةِ ، قَالَ : هُوَ مَنْ لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ . [13/238] قُلْتُ : فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ : { إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ } فَغَضِبَ عَلَيَّ وَانْتَهَرَنِي .
وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الذِّكْرُ لِلْوَلَدِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، وَتَرْكُ الذِّكْرِ لِلْوَالِدِ ; لِأَنَّ الْمُخَاطَبِينَ فِي ذَلِكَ يَعْلَمُونَ أَنَّ الْوَالِدَ فِي هَذَا الْمَعْنَى أَوْكَدُ مِنَ الْوَلَدِ ، فَيَكُونُ الذِّكْرُ لِلْوَلَدِ يُغْنِي عَنْ ذِكْرِ الْوَالِدِ ، كَمَا قَالَ - جَلَّ وَعَزَّ - : { وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ } وَسَكَتَ عَمَّا سِوَى هَؤُلَاءِ مِمَّا تُحَرِّمُهُ الرَّضَاعَةُ مِنَ الْعَمَّاتِ وَالْخَالَاتِ وَمَا أَشْبَهَهُنَّ ، لِعِلْمِ الْمُخَاطَبِينَ بِمَا خَاطَبَهُمْ بِهِ بِمُرَادِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيمَا سَكَتَ عَنْهُ ، وَهَكَذَا كَلَامُ الْعَرَبِ : تُخَاطِبُ بِالشَّيْءِ حَتَّى إِذَا عَلِمَتْ فَهْمَ الْمُخَاطَبِينَ بِمَا أُرِيدَ مِنْهُمْ ، أَمْسَكُوا عَنْ بَقِيَّتِهِ ; لِأَنَّهُمْ قَدْ عَلِمُوا عَنْهُ .
وَالْقُرْآنُ قَدْ جَاءَ بِهَذَا ، قَالَ اللهُ : { وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى } ، ثُمَّ قَالَ : { بَلْ لِلهِ الأَمْرُ جَمِيعًا } .
فَلَمْ يُخْبِرْ بِغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا قَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِاللُّغَةِ فِي مُرَادِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - بِذَلِكَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ : لَكَانَ هَذَا الْقُرْآنُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ : لَكَفَرُوا بِهِ ، - وَاللهُ أَعْلَمُ بِمُرَادِهِ فِي ذَلِكَ .
وَقَالَ - عَزَّ وَجَلَّ - : { وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } وَلَمْ يَذْكُرْ مَا كَانَ يَكُونُ لَهُ ، وَوَصَلَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ { وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ } .
[13/239] وَهَذَا كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، وَكَانَ مَعْقُولًا أَنَّ الْكَلَالَةَ مَا يُكَلَّلُ عَلَى الْمَوْرُوثِ وَالْمِيرَاثِ الَّذِي تَرَكَهُ مَنْ يَسْتَحِقُّهُ بِالسَّبَبِ الَّذِي يَتَكَلَّلُ بِهِ عَلَيْهِ ، وَكَانَ الْوَلَدُ غَيْرَ مُتَكَلَّلٍ عَلَيْهِ ; لِأَنَّهُ مِنْهُ ، فَكَانَ مِثْلُ ذَلِكَ الْوَالِدِ غَيْرَ مُتَكَلَّلٍ عَلَيْهِ ; لِأَنَّهُ مِنْهُ ، فَثَبَتَ بِذَلِكَ : أَنَّ الْكَلَالَةَ مَا عَدَا الْوَالِدَ وَالْوَلَدَ جَمِيعًا ، وَاللهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ
.