حدثنا يحيى بن معاذ التستري، حدثنا يحيى بن المغيرة المخزومي، حدثنا ابن أبي فديك، عن إبراهيم بن الفضل، عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين .
المعترك: موضع الاعتراك، وكذلك المعركة، الاعتراك الاعتلاج في الحرب، يقال: اعترك القوم للقتال والخصومة، قال جرير ( من البسيط ) :
قد جربت عركي في كل معترك
غلب الليوث فما بال الضغابيس
هذا يريد أن معظم المنايا وأكثرها لهذه الأمة بين هاتين المدتين، وهي المدة التي تذكرها العرب، أنشد الأصمعي ( من الطويل ) :
ومن يصحب الأيام ستين حجة
يغيرنه والدهر لا يتغير
[1/62] وقال آخر ( من الطويل ) :
وإن امرأ قد جاز ستين حجة
إلى منهل من ورده لقريب
ومات النبي- صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدون وجمهور الصحابة لهما رضوان الله وصلواته ورحمته عليهم، فأما من خلفه النبي- صلى الله عليه وسلم - فأسن، منهم العباس بن عبد المطلب، وعثمان بن عفان، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وبلال بن الحارث، وزيد بن خالد الجهني.
وممن جاوز السبعين: عمار بن ياسر، وأبو أمامة صدي بن عجلان، والسائب بن يزيد، وواثلة بن الأسقع.
وممن جاوز المائة: أنس بن مالك، وحكيم بن حزام.
وحدثنا عبد الله بن سلمة بن أبي حبيب الأنصاري، حدثني بكر بن عبد الوهاب الخياط الأنماطي، حدثنا محمد بن عمر الأسلمي الواقدي، قال: مات مخرمة بن نوفل، وحويطب بن عبد العزى، وحكيم بن حزام، وسعيد بن يربوع، وكنية مخرمة أبو المسور، وكنية حكيم أبو خالد، وكنية حويطب أبو محمد، ماتوا سنة أربع وخمسين، وقد بلغ كل واحد منهم عشرين ومائة سنة، إلا مخرمة، فإنه بلغ خمس عشرة ومائة، ومات أنس بن مالك سنة إحدى وتسعين، وقال: قدم النبي- صلى الله عليه وسلم - المدينة ولي عشر سنين، فذلك مائة سنة وسنة واحدة.
حدثنا أبو عبيدة [1/63] محمد بن الجنيد، حدثنا إسماعيل بن حفص، حدثنا المحاربي عن أشعث بن سوار قال: مات شريح وهو ابن مائة وعشر سنين، ومات سويد بن غفلة وهو ابن عشرين ومائة، ومات أبو رجاء وهو ابن مائة وسبع وعشرين، قال أبو محمد: هؤلاء مخضرمة، والمخضرمة الذين أدركوا الجاهلية والإسلام.
حدثنا ابن البرتي عن أبي حفص قال: مات أبو عثمان النهدي وهو ابن ثلاثين ومائة، مات بعد المائة.
حدثنا أبو خليفة عن التوزي قال: حدثت عن يونس، عن ابن داود، عن ابن حي قال: عاش سويد بن غفلة عشرين ومائة سنة لم ير محتنيا ولا متساندا قط، واقتض عام مات بكرا.
حدثني الحسن بن علي السراج قاضي الأهواز، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي : حدثنا عبيد الله بن ثور، حدثتنا دينة بنت أبي الحلال، قالت: بعث المهلب إلى أبي الحلال بجارية لينظر هل بقي من الشيخ بقية، فاقتضها، وهو يومئذ ابن عشرين ومائة.