حدثنا أبو عمرو الهراني ، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك ، حدثنا فضيل بن سليمان ، عن موسى بن عقبة ، عن عبيد بن سلمان الأغر ، عن أبيه ، عن عثمان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( مثل أمتي مثل المطر ، لا يدرى أوله خير أم آخره ).
قال أبو محمد : إن تعلق متعلق بظاهر هذا الحديث فادعى عليه تناقضا في قوله صلى الله عليه وسلم : ( خير أمتي قرني ، ثم الذين يلونهم ) . فإن المعنى في قوله: ( لا يدرى أوله خير أو آخره ) إن الخير شامل لها ، وإن كان معلوما أن القرن الأول خير من الثاني ، وهذا كما قال الله عز وجل : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ .
وقال الشاعر يذكر امرأة أعجبه منها بيانها وطرفها وثغرها ( من الطويل ) :
أشارت بأطراف لطاف وأجفن
مراض وألفاظ تنعم بالسحر
فوالله ما أدري أفي الطرف سحرها
أم السحر منها في البيان وفي الثغر
يريد أن السحر في جماعتها.