3763 - فَوَجَدْنَا يَزِيدَ بْنَ سِنَانٍ قَدْ حَدَّثَنَا ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً ، وَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلَالَ ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ ، فَاقْدُرُوا لَهُ .
[9/385] فَكَانَ مَا رَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ عَلَيْهِ عَنْ مَالِكٍ مُوَافِقًا لِمَا رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ عَنْهُ عَلَيْهِ ، وَمُخَالِفًا لِمَا رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ عَنْهُ عَلَيْهِ ، فَكَانَ اثْنَانِ أَوْلَى بِالْحِفْظِ مِنْ وَاحِدٍ ، لَا سِيَّمَا وَالَّذِي رَوَيَاهُ عَنْ مَالِكٍ عَلَيْهِ ، مُوَافِقٌ لِمَا رَوَاهُ سَالِمٌ وَنَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَلَيْهِ .
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَتَأَمَّلْنَا قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَاقْدُرُوا لَهُ ، مَا مُرَادُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ ، فَكَانَ أَحْسَنَ مَا سَمِعْنَاهُ فِي ذَلِكَ - وَاللهُ أَعْلَمُ - أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ فِي كِتَابِهِ : { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } . فَأَخْبَرَ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَدَّرَهُ مَنَازِلَ يَجْرِي عَلَيْهَا ، فَكَانَ ذَلِكَ أَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَجْرَاهُ عَلَى أَنْ جَعَلَ مَا يَجْرِي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ حَتَّى يَسْقُطَ مَنْزِلَةً وَاحِدَةً وَهِيَ سِتَّةُ أَسْبَاعِ سَاعَةٍ ; لِأَنَّ مَنَازِلَ اللَّيْلِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مَنْزِلَةً ، وَسَاعَاتُهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ سَاعَةً ، فَمَدَى كُلُّ مَنْزِلَةٍ سِتَّةُ أَسْبَاعِ سَاعَةٍ ، فَيَجْرِي كَذَلِكَ إِلَى ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً يَسْتَسِرُّ ، فَإِنْ كَانَ الشَّهْرُ ثَلَاثِينَ اسْتَسَرَّ لَيْلَتَيْنِ ، وَإِنْ كَانَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ اسْتَسَرَّ لَيْلَةً وَاحِدَةً ، فَكَانَ الْمَأْمُورُ بِهِ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ هَذَا إِذَا أُغْمِيَ عَلَيْنَا ، ثُمَّ طَلَعَ ، نَظَرْنَا إِلَى سُقُوطِهِ ، فَإِنْ كَانَ لِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ عَلِمْنَا أَنَّهُ لِلَيْلَتِهِ ، وَإِنْ كَانَ لِمَنْزِلَتَيْنِ عَلِمْنَا أَنَّهُ لِلَيْلَتَيْنِ ، وَعَقَلْنَا بِذَلِكَ أَنَّ بَيْنَهُمَا يَوْمًا ، وَأَنَّ عَلَيْنَا قَضَاءَ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِنْ كَانَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَكَانَ هَذَا الِاعْتِبَارُ مِمَّا لَا يَتَسَاوَى بِهِ النَّاسُ ، وَإِنَّمَا مَنْ تَعَلَّمَهُ مِنْهُمْ قَلِيلٌ وَيَخْفَى عَلَى أَكْثَرِهِمْ ، ثُمَّ رَدَّ ذَلِكَ إِلَى مَا يَتَسَاوُونَ فِيهِ جَمِيعًا ، فَلَا يَتَقَدَّمُ بَعْضُهُمْ فِي عِلْمِهِ بَعْضًا بِمَا قَدْ رُوِيَ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا هُوَ نَاسِخٌ لِذَلِكَ ، وَهُوَ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ
.
[9/386]
3763 - فَوَجَدْنَا يَزِيدَ بْنَ سِنَانٍ قَدْ حَدَّثَنَا ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً ، وَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلَالَ ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ ، فَاقْدُرُوا لَهُ .
[9/385] فَكَانَ مَا رَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ عَلَيْهِ عَنْ مَالِكٍ مُوَافِقًا لِمَا رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ عَنْهُ عَلَيْهِ ، وَمُخَالِفًا لِمَا رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ عَنْهُ عَلَيْهِ ، فَكَانَ اثْنَانِ أَوْلَى بِالْحِفْظِ مِنْ وَاحِدٍ ، لَا سِيَّمَا وَالَّذِي رَوَيَاهُ عَنْ مَالِكٍ عَلَيْهِ ، مُوَافِقٌ لِمَا رَوَاهُ سَالِمٌ وَنَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَلَيْهِ .
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَتَأَمَّلْنَا قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَاقْدُرُوا لَهُ ، مَا مُرَادُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ ، فَكَانَ أَحْسَنَ مَا سَمِعْنَاهُ فِي ذَلِكَ - وَاللهُ أَعْلَمُ - أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ فِي كِتَابِهِ : { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } . فَأَخْبَرَ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَدَّرَهُ مَنَازِلَ يَجْرِي عَلَيْهَا ، فَكَانَ ذَلِكَ أَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَجْرَاهُ عَلَى أَنْ جَعَلَ مَا يَجْرِي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ حَتَّى يَسْقُطَ مَنْزِلَةً وَاحِدَةً وَهِيَ سِتَّةُ أَسْبَاعِ سَاعَةٍ ; لِأَنَّ مَنَازِلَ اللَّيْلِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مَنْزِلَةً ، وَسَاعَاتُهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ سَاعَةً ، فَمَدَى كُلُّ مَنْزِلَةٍ سِتَّةُ أَسْبَاعِ سَاعَةٍ ، فَيَجْرِي كَذَلِكَ إِلَى ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً يَسْتَسِرُّ ، فَإِنْ كَانَ الشَّهْرُ ثَلَاثِينَ اسْتَسَرَّ لَيْلَتَيْنِ ، وَإِنْ كَانَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ اسْتَسَرَّ لَيْلَةً وَاحِدَةً ، فَكَانَ الْمَأْمُورُ بِهِ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ هَذَا إِذَا أُغْمِيَ عَلَيْنَا ، ثُمَّ طَلَعَ ، نَظَرْنَا إِلَى سُقُوطِهِ ، فَإِنْ كَانَ لِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ عَلِمْنَا أَنَّهُ لِلَيْلَتِهِ ، وَإِنْ كَانَ لِمَنْزِلَتَيْنِ عَلِمْنَا أَنَّهُ لِلَيْلَتَيْنِ ، وَعَقَلْنَا بِذَلِكَ أَنَّ بَيْنَهُمَا يَوْمًا ، وَأَنَّ عَلَيْنَا قَضَاءَ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِنْ كَانَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَكَانَ هَذَا الِاعْتِبَارُ مِمَّا لَا يَتَسَاوَى بِهِ النَّاسُ ، وَإِنَّمَا مَنْ تَعَلَّمَهُ مِنْهُمْ قَلِيلٌ وَيَخْفَى عَلَى أَكْثَرِهِمْ ، ثُمَّ رَدَّ ذَلِكَ إِلَى مَا يَتَسَاوُونَ فِيهِ جَمِيعًا ، فَلَا يَتَقَدَّمُ بَعْضُهُمْ فِي عِلْمِهِ بَعْضًا بِمَا قَدْ رُوِيَ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا هُوَ نَاسِخٌ لِذَلِكَ ، وَهُوَ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ
.
[9/386]