[13/170] 817 - بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ تَأْوِيلِ قَوْلِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - : { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ } الْآيَةَ ، بِمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ذَلِكَ
5172 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُرَّةَ بْنِ أَبِي خَلِيفَةَ الرُّعَيْنِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامَةَ الْأَزْدِيُّ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : ذُكِرَ الْمُنَافِقُونَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ فَرِيقٌ : نَقْتُلُهُمْ ، وَفَرِيقٌ : لَا نَقْتُلُهُمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ } الْآيَةَ
. [13/171] فَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَنَا مِمَّا لَمْ يَضْبِطْهُ شَبَابَةُ ، عَنْ شُعْبَةَ ; لِأَنَّ الَّذِي فِيهِ : أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانُوا فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ ، فِئَةً تَقُولُ : نَقْتُلُهُمْ ، وَفِئَةً تَقُولُ : لَا نَقْتُلُهُمْ ، وَإِنَّ اللهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ فِي ذَلِكَ ، وَقَدْ كَانَ الْمُنَافِقُونَ فِي مُقَامِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْمَدِينَةِ غَيْرَ مُتَعَرِّضِينَ مِنْ قِبَلِ رَسُولِ اللهِ بِقَتْلٍ وَلَا بِمَا سِوَاهُ .
وَكَانَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحْمِلُهُمْ عَلَى عَلَانِيَتِهِمْ ، وَعَلَى مَا كَانُوا يُظْهِرُونَ لَهُ مِنْ أُمُورِهِمْ ، وَإِنْ كَانَ قَدْ وَقَفَ مِنْ بَاطِنِهِمْ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ مِمَّا أَعْلَمَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْهُمْ ، وَمَا دَلَّهُ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ فِيمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ : { لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا } ، وَلَمْ يُغْرِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِمْ ، وَلَا كَانَ مِنْهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمْ بَعْدَ عِلْمِهِ بِمَا كَانَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَعْلَمَهُ عَنْهُمْ مِمَّا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ الَّذِي كَانُوا يُسِرُّونَهُ بِقَوْلِهِ : { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ : { هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } .
وَبِمَا أَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمْ مِنْ قَوْلِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - : { وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ } الْآيَةَ .
[13/172] وَمِنْ إِخْبَارِهِ بِمَصِيرِهِمُ الَّذِي يَصِيرُونَ إِلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ، بِقَوْلِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ } الْآيَةَ .
وَفِيمَا ذَكَرْنَا دَلِيلٌ عَلَى بُعْدِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الْمَعْنَى الَّذِي حَدَّثَ بِهِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِيهِمْ .
ثُمَّ نَظَرْنَا فِي رِوَايَةِ غَيْرِ شَبَابَةَ إِيَّاهُ عَنْ شُعْبَةَ : كَيْفَ هِيَ . ؟
[13/170] 817 - بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ تَأْوِيلِ قَوْلِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - : { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ } الْآيَةَ ، بِمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ذَلِكَ
5172 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُرَّةَ بْنِ أَبِي خَلِيفَةَ الرُّعَيْنِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامَةَ الْأَزْدِيُّ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : ذُكِرَ الْمُنَافِقُونَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ فَرِيقٌ : نَقْتُلُهُمْ ، وَفَرِيقٌ : لَا نَقْتُلُهُمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ } الْآيَةَ
. [13/171] فَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَنَا مِمَّا لَمْ يَضْبِطْهُ شَبَابَةُ ، عَنْ شُعْبَةَ ; لِأَنَّ الَّذِي فِيهِ : أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانُوا فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ ، فِئَةً تَقُولُ : نَقْتُلُهُمْ ، وَفِئَةً تَقُولُ : لَا نَقْتُلُهُمْ ، وَإِنَّ اللهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ فِي ذَلِكَ ، وَقَدْ كَانَ الْمُنَافِقُونَ فِي مُقَامِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْمَدِينَةِ غَيْرَ مُتَعَرِّضِينَ مِنْ قِبَلِ رَسُولِ اللهِ بِقَتْلٍ وَلَا بِمَا سِوَاهُ .
وَكَانَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحْمِلُهُمْ عَلَى عَلَانِيَتِهِمْ ، وَعَلَى مَا كَانُوا يُظْهِرُونَ لَهُ مِنْ أُمُورِهِمْ ، وَإِنْ كَانَ قَدْ وَقَفَ مِنْ بَاطِنِهِمْ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ مِمَّا أَعْلَمَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْهُمْ ، وَمَا دَلَّهُ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ فِيمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ : { لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا } ، وَلَمْ يُغْرِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِمْ ، وَلَا كَانَ مِنْهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمْ بَعْدَ عِلْمِهِ بِمَا كَانَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَعْلَمَهُ عَنْهُمْ مِمَّا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ الَّذِي كَانُوا يُسِرُّونَهُ بِقَوْلِهِ : { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ : { هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } .
وَبِمَا أَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمْ مِنْ قَوْلِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - : { وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ } الْآيَةَ .
[13/172] وَمِنْ إِخْبَارِهِ بِمَصِيرِهِمُ الَّذِي يَصِيرُونَ إِلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ، بِقَوْلِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ } الْآيَةَ .
وَفِيمَا ذَكَرْنَا دَلِيلٌ عَلَى بُعْدِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الْمَعْنَى الَّذِي حَدَّثَ بِهِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِيهِمْ .
ثُمَّ نَظَرْنَا فِي رِوَايَةِ غَيْرِ شَبَابَةَ إِيَّاهُ عَنْ شُعْبَةَ : كَيْفَ هِيَ . ؟