|
5349 - وَقَدْ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْلَمُ - قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَهُوَ الْعِجْلِيُّ - عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَهُ : مَا الصُّورُ ؟ قَالَ : قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ .
[13/383]
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَوَافَقَ مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا فِي الْأَحَادِيثِ الَّتِي رَوَيْنَاهَا قَبْلَهُ ، وَتَأَمَّلْنَا مَا فِي كِتَابِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ ذِكْرِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - الصُّورَ فِيهِ ، فَوَجَدْنَا فِيهِ قَوْلَهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي سُورَةِ يس
{
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ
}
، وَكَانَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ النَّفْخَ فِي الصُّورِ ، أَعَادَ إِلَيْهِمْ أَرْوَاحَهُمْ حَتَّى عَادُوا يَنْسِلُونَ بَعْدَمَا قَدْ كَانُوا مَوْتَى لَا أَرْوَاحَ لَهُمْ ، فَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ مَا كَانَ مِنَ النَّفْخِ فِي الصُّورِ سَبَبًا لِعَوْدِ أَرْوَاحِهِمْ إِلَيْهِمْ حَتَّى عَادُوا كَذَلِكَ ، وَهَكَذَا يَقُولُ أَهْلُ الْآثَارِ . فَأَمَّا أَهْلُ اللُّغَةِ ، مِنْهُمْ : أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى ، فَكَانَ يَقُولُ فِي ذَلِكَ : مَا قَدْ حَدَّثَنَا وَلَّادٌ النَّحْوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمَصَادِرِيُّ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
{
يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ
}
، قَالَ جَمَاعَةٌ : صُورَةٌ ، مِثْلَ قَوْلِهِمْ : سُورَةٌ ، وَسُورٌ ، قَالَ الْعَجَّاجُ فَرُبَّ ذِي سُرَادِقٍ مَحْجُورِ | سِرْتُ إِلَيْهِ فِي أَعَالِي السُّورِ | وَمِنْهَا سَوْرَةُ الْمَجْدِ : أَعَالِيهِ . قَالَ جَرِيرٌ : لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ | سُوَرُ الْمَدِينَةِ وَالْجِبَالُ الْخُشَّعُ |
[13/384]
وَمَا ذَكَرَهُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي رِوَايَةِ الْأَثْرَمِ فِي هَذَا الْكِتَابِ :
{
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ
}
، جَمْعُ صُورَةٍ ، فَخَرَجَتْ مَخْرَجَ : بُسْرَةٍ ، وَبُسْرٍ ، لَمْ تُحْمَلْ عَلَى : ظُلْمَةٍ وَظُلَمٍ ، وَلَوْ كَانَتْ [كَذَلِكَ] لَقِيلَتْ : صُوَرٌ ، فَخَرَجَتِ الْوَاوُ بِالْفَتْحَةِ كَسُورَةِ الْمَدِينَةِ ، وَالْجَمِيعُ سُوَرٌ . وَمَا ذَكَرَهُ الْفَرَّاءُ فِي كِتَابِهِ فِي " مَعَانِي الْقُرْآنِ وَمُشْكِلِ إِعْرَابِهِ " ، قَالَ : وَقَدْ يُقَالُ : إِنَّ الصُّورَ قَرْنٌ ، وَيُقَالُ : هُوَ جَمْعُ الصُّوَرِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فِي الْمَوْتَى -وَاللهُ أَعْلَمُ- بِصَوَابِ ذَلِكَ . وَفِي الْآيَةِ الَّتِي تَلَوْنَا مِنْ سُورَةِ " يس " مَا قَدْ دَلَّ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي أَجْدَاثِهِمْ لَا أَرْوَاحَ فِي أَبْدَانِهِمْ ، حَتَّى أَعَادَ اللهُ إِلَيْهَا أَرْوَاحَهُمْ بِمَا شَاءَ أَنْ يُعِيدَهَا إِلَيْهِمْ بِهِ ، وَفِي سُورَةِ النَّمْلِ :
{
وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ
}
، فَكَانَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : أَنَّ ذَلِكَ النَّفْخَ فِي الصُّورِ كَانَ وَهُمْ أَحْيَاءٌ ، فَمَاتُوا بِذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ مَا فِي سُورَةِ الزُّمَرِ مِنْ قَوْلِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - :
{
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللهُ
}
، ثُمَّ قَالَ - عَزَّ وَجَلَّ - :
{
ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى
}
، فَدَلَّ ذَلِكَ أَنَّ الْمَنْفُوخَ فِيهِ شَيْءٌ وَاحِدٌ لَا أَشْيَاءَ مُخْتَلِفَةً ، وَفِي ذَلِكَ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى صَوَابِ مَا قَالَ أَهْلُ الْآثَارِ مِمَّا قَدْ ذَكَرْنَاهُ عَنْهُمْ فِي هَذَا الْبَابِ ، وَعَادَ مَا قَدْ تَلَوْنَا مِنْ آيِ الْقُرْآنِ فِي هَذَا الْبَابِ فِي " الصُّورِ " مَا اسْتَدْلَلْنَا
[13/385]
بِهِ فِي بَعْضِهَا : أَنَّ النَّاسَ كَانُوا أَمْوَاتًا حِينَئِذٍ ، فَرُدَّتْ إِلَيْهِمْ أَرْوَاحُهُمْ بِذَلِكَ ، وَهُوَ مَا تَلَوْنَا مِنْ ذَلِكَ مِنْ سُورَةِ " يس " ، وَكَانَ فِي بَعْضِهَا مَا قَدْ دَلَّ أَنَّهُمْ كَانُوا أَحْيَاءً فَمَاتُوا بِذَلِكَ عَلَى مَا تَلَوْنَا مِنْ سُورَةِ " النَّمْلِ " ، وَمِنْ سُورَةِ " الزُّمَرِ " . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا يَدُلُّ عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي اسْتَدْلَلْنَا عَلَيْهِ بِمَا فِي هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ .
5349 - وَقَدْ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْلَمُ - قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَهُوَ الْعِجْلِيُّ - عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَهُ : مَا الصُّورُ ؟ قَالَ : قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ .
[13/383]
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَوَافَقَ مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا فِي الْأَحَادِيثِ الَّتِي رَوَيْنَاهَا قَبْلَهُ ، وَتَأَمَّلْنَا مَا فِي كِتَابِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ ذِكْرِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - الصُّورَ فِيهِ ، فَوَجَدْنَا فِيهِ قَوْلَهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي سُورَةِ يس
{
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ
}
، وَكَانَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ النَّفْخَ فِي الصُّورِ ، أَعَادَ إِلَيْهِمْ أَرْوَاحَهُمْ حَتَّى عَادُوا يَنْسِلُونَ بَعْدَمَا قَدْ كَانُوا مَوْتَى لَا أَرْوَاحَ لَهُمْ ، فَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ مَا كَانَ مِنَ النَّفْخِ فِي الصُّورِ سَبَبًا لِعَوْدِ أَرْوَاحِهِمْ إِلَيْهِمْ حَتَّى عَادُوا كَذَلِكَ ، وَهَكَذَا يَقُولُ أَهْلُ الْآثَارِ . فَأَمَّا أَهْلُ اللُّغَةِ ، مِنْهُمْ : أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى ، فَكَانَ يَقُولُ فِي ذَلِكَ : مَا قَدْ حَدَّثَنَا وَلَّادٌ النَّحْوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمَصَادِرِيُّ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
{
يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ
}
، قَالَ جَمَاعَةٌ : صُورَةٌ ، مِثْلَ قَوْلِهِمْ : سُورَةٌ ، وَسُورٌ ، قَالَ الْعَجَّاجُ فَرُبَّ ذِي سُرَادِقٍ مَحْجُورِ | سِرْتُ إِلَيْهِ فِي أَعَالِي السُّورِ | وَمِنْهَا سَوْرَةُ الْمَجْدِ : أَعَالِيهِ . قَالَ جَرِيرٌ : لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ | سُوَرُ الْمَدِينَةِ وَالْجِبَالُ الْخُشَّعُ |
[13/384]
وَمَا ذَكَرَهُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي رِوَايَةِ الْأَثْرَمِ فِي هَذَا الْكِتَابِ :
{
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ
}
، جَمْعُ صُورَةٍ ، فَخَرَجَتْ مَخْرَجَ : بُسْرَةٍ ، وَبُسْرٍ ، لَمْ تُحْمَلْ عَلَى : ظُلْمَةٍ وَظُلَمٍ ، وَلَوْ كَانَتْ [كَذَلِكَ] لَقِيلَتْ : صُوَرٌ ، فَخَرَجَتِ الْوَاوُ بِالْفَتْحَةِ كَسُورَةِ الْمَدِينَةِ ، وَالْجَمِيعُ سُوَرٌ . وَمَا ذَكَرَهُ الْفَرَّاءُ فِي كِتَابِهِ فِي " مَعَانِي الْقُرْآنِ وَمُشْكِلِ إِعْرَابِهِ " ، قَالَ : وَقَدْ يُقَالُ : إِنَّ الصُّورَ قَرْنٌ ، وَيُقَالُ : هُوَ جَمْعُ الصُّوَرِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فِي الْمَوْتَى -وَاللهُ أَعْلَمُ- بِصَوَابِ ذَلِكَ . وَفِي الْآيَةِ الَّتِي تَلَوْنَا مِنْ سُورَةِ " يس " مَا قَدْ دَلَّ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي أَجْدَاثِهِمْ لَا أَرْوَاحَ فِي أَبْدَانِهِمْ ، حَتَّى أَعَادَ اللهُ إِلَيْهَا أَرْوَاحَهُمْ بِمَا شَاءَ أَنْ يُعِيدَهَا إِلَيْهِمْ بِهِ ، وَفِي سُورَةِ النَّمْلِ :
{
وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ
}
، فَكَانَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : أَنَّ ذَلِكَ النَّفْخَ فِي الصُّورِ كَانَ وَهُمْ أَحْيَاءٌ ، فَمَاتُوا بِذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ مَا فِي سُورَةِ الزُّمَرِ مِنْ قَوْلِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - :
{
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللهُ
}
، ثُمَّ قَالَ - عَزَّ وَجَلَّ - :
{
ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى
}
، فَدَلَّ ذَلِكَ أَنَّ الْمَنْفُوخَ فِيهِ شَيْءٌ وَاحِدٌ لَا أَشْيَاءَ مُخْتَلِفَةً ، وَفِي ذَلِكَ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى صَوَابِ مَا قَالَ أَهْلُ الْآثَارِ مِمَّا قَدْ ذَكَرْنَاهُ عَنْهُمْ فِي هَذَا الْبَابِ ، وَعَادَ مَا قَدْ تَلَوْنَا مِنْ آيِ الْقُرْآنِ فِي هَذَا الْبَابِ فِي " الصُّورِ " مَا اسْتَدْلَلْنَا
[13/385]
بِهِ فِي بَعْضِهَا : أَنَّ النَّاسَ كَانُوا أَمْوَاتًا حِينَئِذٍ ، فَرُدَّتْ إِلَيْهِمْ أَرْوَاحُهُمْ بِذَلِكَ ، وَهُوَ مَا تَلَوْنَا مِنْ ذَلِكَ مِنْ سُورَةِ " يس " ، وَكَانَ فِي بَعْضِهَا مَا قَدْ دَلَّ أَنَّهُمْ كَانُوا أَحْيَاءً فَمَاتُوا بِذَلِكَ عَلَى مَا تَلَوْنَا مِنْ سُورَةِ " النَّمْلِ " ، وَمِنْ سُورَةِ " الزُّمَرِ " . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا يَدُلُّ عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي اسْتَدْلَلْنَا عَلَيْهِ بِمَا فِي هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ .
|
|