كَمَا حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِمْرَانَ ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عِيسَى ، عَنْ حَمْزَةَ ، ثُمَّ ذَكَرَ ذَلِكَ ، وَقَالَ فِي رِوَايَتِهِ : قَالَ حَمْزَةُ : مَا قَرَأْتُ الْقُرْآنَ إِلَّا عَلَى رَجُلَيْنِ : ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، وَالْأَعْمَشِ ، فَمَا كَانَ مِنْ حَرْفِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، فَعَلَى حَرْفِ عَلِيٍّ ، وَمَا كَانَ مِنْ حَرْفِ الْأَعْمَشِ ، فَعَلَى حَرْفِ عَبْدِ اللهِ ، وَكَانَتْ قِرَاءَةُ ابْنِ أَبِي لَيْلَى أَخَذَهَا عَنْ أَخِيهِ عِيسَى ، وَأَخَذَهَا أَخُوهُ عِيسَى ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، وَأَخَذَهَا أَبُوهُ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ . وَأَمَّا نَافِعٌ ، فَكَانَ يَقْرَؤُهَا :
{
مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ
}
أَيْضًا ، وَقَدْ قَرَأَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ : أَبُو جَعْفَرٍ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ ، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَى مَوْلَاهُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَقَرَأَ مَوْلَاهُ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَسَائِرُ الْقُرَّاءِ سِوَى مَنْ ذَكَرْنَا مِنَ الِاخْتِلَافِ فِي هَذَا الْحَرْفِ عَلَى مِثْلِ مَنْ ذَكَرْنَا مِنَ الِاخْتِلَافِ فِيهِ . ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى طَلَبِ الْوَجْهِ فِي ذَلِكَ مِنْ طَرِيقِ الِاسْتِخْرَاجِ ، فَوَجَدْنَا أَبَا عُبَيْدٍ قَدْ ذَكَرَ مَا أَجَازَهُ لَنَا عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، أَنَّهُ كَانَ يَخْتَارُ فِي ذَلِكَ :
{
مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ
}
عَلَى
{
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
}
، وَيَذْكُرُ فِيهِ أَنَّ حَجَّاجَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَدَّثَهُ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى الْعَتَكِيِّ قَالَ : كَانَ عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ يَقْرَؤُهَا بِغَيْرِ أَلِفٍ ، يَعْنِي : " مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ " ، قَالَ
[14/24]
هَارُونُ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي عَمْرٍو ، وَأَنَّهُ كَانَ يَحْتَجُّ فِي ذَلِكَ عَلَى مَنْ قَرَأَهُ : ( مَالِكِ ) بِالْأَلِفِ ، فَقَالَ : يَلْزَمُهُ أَنْ يَقْرَأَ :
{
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
}
مَالِكِ النَّاسِ . فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو : نَعَمْ لِمُوَافَقَتِهِ عَاصِمًا عَلَى ذَلِكَ ، أَوَلَا يَقْرَؤُونَ : " فَتَعَالَى اللهُ الْمَالِكُ الْحَقُّ " . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَنَحْنُ نَخْتَارُ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ أَيْضًا ، فَذَكَرَ كَلَامًا فِيهِ ، وَلِأَنَّ مَلِكًا فِيهِ مَا لَيْسَ فِي مَالِكٍ ، لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ مَالِكًا غَيْرَ مَلِكٍ ، وَلَا يَكُونُ مَلِكًا إِلَّا مَالِكًا ، وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي قِرَاءَةِ :
{
لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
}
، أَنَّهُ كَذَلِكَ لَا مَا سِوَاهُ . وَوَجَدْنَا بَعْضَ مَنْ يَحْتَجُّ لِمَنْ قَرَأَهَا ( مَالِكِ ) يَحْتَجُّ بِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى :
{
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ
}
، وَكَانَ أَوْلَى مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ عِنْدَنَا -وَاللهُ أَعْلَمُ- أَنْ يَرْجِعَ فِيمَا سَمَّى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ نَفْسَهُ إِلَى مَا سَمَّى اللهُ بِهِ نَفْسَهُ ، فَقَدْ سَمَّى اللهُ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ بِمَا قَدْ تَلَوْنَاهُ فِي :
{
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
}
، وَبِمَا ذَكَرَهُ فِي سُورَةِ الْحَشْرِ مِنْ قَوْلِهِ :
{
هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ
}
، وَبِمَا ذَكَرَهُ فِي سُورَةِ الْجُمُعَةِ فِي قَوْلِهِ :
{
يُسَبِّحُ لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ
}
، فَكَانَ مَا سَمَّى بِهِ نَفْسَهُ مِمَّا قَدْ تَلَوْنَاهُ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ أَوْلَى مَا رُدَّ إِلَيْهِ الْحَرْفُ الْمُخْتَلَفُ فِيهِ الَّذِي قَدْ ذَكَرْنَاهُ مِنْ ( مَالِكِ ) وَمِنْ ( مَلِكِ ) إِلَى ( مَلِكِ ) لَا إِلَى ( مَالِكِ ) ، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ .
كَمَا حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِمْرَانَ ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عِيسَى ، عَنْ حَمْزَةَ ، ثُمَّ ذَكَرَ ذَلِكَ ، وَقَالَ فِي رِوَايَتِهِ : قَالَ حَمْزَةُ : مَا قَرَأْتُ الْقُرْآنَ إِلَّا عَلَى رَجُلَيْنِ : ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، وَالْأَعْمَشِ ، فَمَا كَانَ مِنْ حَرْفِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، فَعَلَى حَرْفِ عَلِيٍّ ، وَمَا كَانَ مِنْ حَرْفِ الْأَعْمَشِ ، فَعَلَى حَرْفِ عَبْدِ اللهِ ، وَكَانَتْ قِرَاءَةُ ابْنِ أَبِي لَيْلَى أَخَذَهَا عَنْ أَخِيهِ عِيسَى ، وَأَخَذَهَا أَخُوهُ عِيسَى ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، وَأَخَذَهَا أَبُوهُ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ . وَأَمَّا نَافِعٌ ، فَكَانَ يَقْرَؤُهَا :
{
مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ
}
أَيْضًا ، وَقَدْ قَرَأَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ : أَبُو جَعْفَرٍ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ ، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَى مَوْلَاهُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَقَرَأَ مَوْلَاهُ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَسَائِرُ الْقُرَّاءِ سِوَى مَنْ ذَكَرْنَا مِنَ الِاخْتِلَافِ فِي هَذَا الْحَرْفِ عَلَى مِثْلِ مَنْ ذَكَرْنَا مِنَ الِاخْتِلَافِ فِيهِ . ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى طَلَبِ الْوَجْهِ فِي ذَلِكَ مِنْ طَرِيقِ الِاسْتِخْرَاجِ ، فَوَجَدْنَا أَبَا عُبَيْدٍ قَدْ ذَكَرَ مَا أَجَازَهُ لَنَا عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، أَنَّهُ كَانَ يَخْتَارُ فِي ذَلِكَ :
{
مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ
}
عَلَى
{
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
}
، وَيَذْكُرُ فِيهِ أَنَّ حَجَّاجَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَدَّثَهُ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى الْعَتَكِيِّ قَالَ : كَانَ عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ يَقْرَؤُهَا بِغَيْرِ أَلِفٍ ، يَعْنِي : " مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ " ، قَالَ
[14/24]
هَارُونُ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي عَمْرٍو ، وَأَنَّهُ كَانَ يَحْتَجُّ فِي ذَلِكَ عَلَى مَنْ قَرَأَهُ : ( مَالِكِ ) بِالْأَلِفِ ، فَقَالَ : يَلْزَمُهُ أَنْ يَقْرَأَ :
{
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
}
مَالِكِ النَّاسِ . فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو : نَعَمْ لِمُوَافَقَتِهِ عَاصِمًا عَلَى ذَلِكَ ، أَوَلَا يَقْرَؤُونَ : " فَتَعَالَى اللهُ الْمَالِكُ الْحَقُّ " . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَنَحْنُ نَخْتَارُ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ أَيْضًا ، فَذَكَرَ كَلَامًا فِيهِ ، وَلِأَنَّ مَلِكًا فِيهِ مَا لَيْسَ فِي مَالِكٍ ، لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ مَالِكًا غَيْرَ مَلِكٍ ، وَلَا يَكُونُ مَلِكًا إِلَّا مَالِكًا ، وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي قِرَاءَةِ :
{
لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
}
، أَنَّهُ كَذَلِكَ لَا مَا سِوَاهُ . وَوَجَدْنَا بَعْضَ مَنْ يَحْتَجُّ لِمَنْ قَرَأَهَا ( مَالِكِ ) يَحْتَجُّ بِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى :
{
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ
}
، وَكَانَ أَوْلَى مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ عِنْدَنَا -وَاللهُ أَعْلَمُ- أَنْ يَرْجِعَ فِيمَا سَمَّى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ نَفْسَهُ إِلَى مَا سَمَّى اللهُ بِهِ نَفْسَهُ ، فَقَدْ سَمَّى اللهُ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ بِمَا قَدْ تَلَوْنَاهُ فِي :
{
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
}
، وَبِمَا ذَكَرَهُ فِي سُورَةِ الْحَشْرِ مِنْ قَوْلِهِ :
{
هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ
}
، وَبِمَا ذَكَرَهُ فِي سُورَةِ الْجُمُعَةِ فِي قَوْلِهِ :
{
يُسَبِّحُ لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ
}
، فَكَانَ مَا سَمَّى بِهِ نَفْسَهُ مِمَّا قَدْ تَلَوْنَاهُ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ أَوْلَى مَا رُدَّ إِلَيْهِ الْحَرْفُ الْمُخْتَلَفُ فِيهِ الَّذِي قَدْ ذَكَرْنَاهُ مِنْ ( مَالِكِ ) وَمِنْ ( مَلِكِ ) إِلَى ( مَلِكِ ) لَا إِلَى ( مَالِكِ ) ، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ .