5939 - وَكَمَا حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْحِبْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كُنَّا نُهِينَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ ، وَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الْعَاقِلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَيَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; لِأَنَّهُ كَانَ أَجْرَأَ عَلَى ذَلِكَ مِنَّا ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَتَانَا رَسُولُكَ ، فَزَعَمَ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَرْسَلَكَ ، قَالَ : نَعَمْ صَدَقَ ، قَالَ : فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ ؟ قَالَ : اللهُ قَالَ : فَمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ ؟ قَالَ : اللهُ ، قَالَ : فَمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ ؟ قَالَ : اللهُ ، قَالَ : فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ ، وَنَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ ، آللهُ أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرٍ فِي سَنَتِنَا قَالَ : صَدَقَ قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ . فَوَلَّى الرَّجُلُ ، وَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ [15/191] شَيْئًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَئِنْ صَدَقْتَ لَتَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ .
فَفِيمَا رَوَيْنَا مَا قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْجَوَابَ بِنَعَمْ تَصْدِيقٌ فِيمَا ذَكَرَ لِكَلَامِ الْمُجِيبِ بِتِلْكَ الْأَشْيَاءِ بِلِسَانِهِ .
وَقَدْ وَجَدْنَا فِي هَذَا الْبَابِ مَا هُوَ فَوْقَ هَذَا ، وَهُوَ مَا فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : { وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ } . فَكَانُوا بِقَوْلِهِمْ : نَعَمْ كَمَعْنَاهُ لَوْ قَالُوا : قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا .
وَفِي هَذَا مَا قَدْ دَلَّ أَنَّ الْمَقْرُوءَ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ بِخِطَابِ الْقَارِئِ إِيَّاهُ بِهِ ، وَقَوْلَهُ لَهُ : أَسَمِعْتَ فُلَانًا ؟ أَخْبَرَكَ فُلَانٌ ؟ أَحَدَّثَكَ فُلَانٌ بِكَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ . كَأَنَّهُ يَقُولُ تِلْكَ الْأَشْيَاءَ بِلِسَانِهِ حَتَّى يَقُولَ : سَمِعْتُ مِنْهُ .
وَمِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَيْهِ مِنْ قَوْلِ الرَّجُلِ نَعَمْ لِلَّذِي يُرِيدُ أَنْ يُشْهِدَهُ عَلَيْهِ ، وَأَنْ يَقُولَ : أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّهُ أَشْهَدَنِي بِكَذَا ، وَأَنَّهُ أَقَرَّ عِنْدِي بِكَذَا
.

5939 - وَكَمَا حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْحِبْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كُنَّا نُهِينَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ ، وَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الْعَاقِلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَيَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; لِأَنَّهُ كَانَ أَجْرَأَ عَلَى ذَلِكَ مِنَّا ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَتَانَا رَسُولُكَ ، فَزَعَمَ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَرْسَلَكَ ، قَالَ : نَعَمْ صَدَقَ ، قَالَ : فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ ؟ قَالَ : اللهُ قَالَ : فَمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ ؟ قَالَ : اللهُ ، قَالَ : فَمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ ؟ قَالَ : اللهُ ، قَالَ : فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ ، وَنَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ ، آللهُ أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرٍ فِي سَنَتِنَا قَالَ : صَدَقَ قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ . فَوَلَّى الرَّجُلُ ، وَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ [15/191] شَيْئًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَئِنْ صَدَقْتَ لَتَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ .
فَفِيمَا رَوَيْنَا مَا قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْجَوَابَ بِنَعَمْ تَصْدِيقٌ فِيمَا ذَكَرَ لِكَلَامِ الْمُجِيبِ بِتِلْكَ الْأَشْيَاءِ بِلِسَانِهِ .
وَقَدْ وَجَدْنَا فِي هَذَا الْبَابِ مَا هُوَ فَوْقَ هَذَا ، وَهُوَ مَا فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : { وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ } . فَكَانُوا بِقَوْلِهِمْ : نَعَمْ كَمَعْنَاهُ لَوْ قَالُوا : قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا .
وَفِي هَذَا مَا قَدْ دَلَّ أَنَّ الْمَقْرُوءَ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ بِخِطَابِ الْقَارِئِ إِيَّاهُ بِهِ ، وَقَوْلَهُ لَهُ : أَسَمِعْتَ فُلَانًا ؟ أَخْبَرَكَ فُلَانٌ ؟ أَحَدَّثَكَ فُلَانٌ بِكَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ . كَأَنَّهُ يَقُولُ تِلْكَ الْأَشْيَاءَ بِلِسَانِهِ حَتَّى يَقُولَ : سَمِعْتُ مِنْهُ .
وَمِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَيْهِ مِنْ قَوْلِ الرَّجُلِ نَعَمْ لِلَّذِي يُرِيدُ أَنْ يُشْهِدَهُ عَلَيْهِ ، وَأَنْ يَقُولَ : أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّهُ أَشْهَدَنِي بِكَذَا ، وَأَنَّهُ أَقَرَّ عِنْدِي بِكَذَا
.