21502 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ النَّاقِدُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ نَوْفًا الشَّامِيَّ يَزْعُمُ أَوْ يَقُولُ : لَيْسَ مُوسَى صَاحِبُ خَضِرٍ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ . قَالَ : كَذَبَ نَوْفٌ عَدُوُّ اللهِ .
حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ مُوسَى [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] (1) قَامَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ خَطِيبًا ، فَقَالُوا لَهُ : مَنْ أَعْلَمُ النَّاسِ ؟ قَالَ : أَنَا . فَأَوْحَى اللهُ [تَبَارَكَ وَتَعَالَى] (2) إِلَيْهِ أَنَّ لِي عَبْدًا أَعْلَمَ مِنْكَ . قَالَ : رَبِّ فَأَرِنِيهِ . قَالَ : قِيلَ : تَأْخُذُ حُوتًا فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ ، فَحَيْثُمَا فَقَدْتَهُ فَهُوَ ثَمَّ . قَالَ : فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ ، وَجَعَلَ هُوَ وَصَاحِبُهُ يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ ، حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَةَ ، رَقَدَ مُوسَى [عَلَيْهِ السَّلَامُ] (3) وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمِكْتَلِ ، فَوَقَعَ فِي الْبَحْرِ ، فَحَبَسَ اللهُ عَلَيْهِ جِرْيَةَ الْمَاءِ ، فَاضْطَرَبَ الْمَاءُ فَاسْتَيْقَظَ مُوسَى ، فَقَالَ لِفَتَاهُ : { آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا } ، وَلَمْ يُصِبِ النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ الَّذِي أَمَرَهُ اللهُ [تَبَارَكَ وَتَعَالَى] (4) بِهِ ، قَالَ : فَقَالَ : { أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشَّيْطَانُ * فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا } ، فَجَعَلَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا ، { فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا } .
قَالَ : أَمْسَكَ عَنْهُ جِرْيَةَ الْمَاءِ ، فَصَارَ عَلَيْهِ مِثْلُ الطَّاقِ ، فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا وَكَانَ لِمُوسَى [عَلَيْهِ السَّلَامُ] (5) عَجَبًا ، حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ ، فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى عَلَيْهِ ثَوْبٌ ، فَسَلَّمَ مُوسَى عَلَيْهِ ، فَقَالَ : وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ؟ قَالَ : أَنَا مُوسَى . قَالَ : مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ : نَعَمْ ، { أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا } قَالَ : يَا مُوسَى ، إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنَ اللهِ [تَبَارَكَ وَتَعَالَى] (6) لَا تَعْلَمُهُ ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنَ اللهِ عَلَّمَكَهُ اللهُ .
فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ فَمَرَّتْ سَفِينَةٌ ، فَعَرَفُوا الْخَضِرَ ، فَحُمِلَ بِغَيْرِ نَوْلٍ فَلَمْ يُعْجِبْهُ ، وَنَظَرَ فِي السَّفِينَةِ ، فَأَخَذَ الْقَدُومَ يُرِيدُ أَنْ يَكْسِرَ مِنْهَا لَوْحًا ، فَقَالَ : حُمِلْنَا بِغَيْرِ نَوْلٍ ، وَتُرِيدُ أَنْ تَخْرِقَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا؟ { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا } قَالَ : إِنِّي نَسِيتُ . وَجَاءَ عُصْفُورٌ فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ ، قَالَ الْخَضِرُ : مَا يَنْقُصُ عِلْمِي وَلَا عِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللهِ [تَعَالَى] (7) ، إِلَّا كَمَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ .
{ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا } ، فَرَأَى غُلَامًا ، فَأَخَذَ رَأْسَهُ فَانْتَزَعَهُ ، فَقَالَ : { أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا } - قَالَ سُفْيَانُ : قَالَ عَمْرٌو : وَهَذِهِ أَشَدُّ مِنَ الْأُولَى -
قَالَ : فَانْطَلَقَا ، فَإِذَا جِدَارٌ يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ، وَأَرَانَا سُفْيَانُ بِيَدَيْهِ فَرَفَعَ يَدَيْهِ هَكَذَا رَفْعًا ، فَوَضَعَ رَاحَتَيْهِ ، فَرَفَعَهُمَا بِبَطْنِ كَفَّيْهِ رَفْعًا فَقَالَ : { لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ } - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَتِ الْأُولَى نِسْيَانًا - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى ، لَوْ كَانَ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ [9/4907] عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِ
.

(1) كذا في طبعة جمعية المكنز الإسلامي ، وما بين المعقوفين غير موجود في طبعة مؤسسة الرسالة .
(2) كذا في طبعة جمعية المكنز الإسلامي ، وما بين المعقوفين غير موجود في طبعة مؤسسة الرسالة .
(3) كذا في طبعة جمعية المكنز الإسلامي ، وما بين المعقوفين غير موجود في طبعة مؤسسة الرسالة .
(4) كذا في طبعة جمعية المكنز الإسلامي ، وما بين المعقوفين غير موجود في طبعة مؤسسة الرسالة .
(5) كذا في طبعة جمعية المكنز الإسلامي ، وما بين المعقوفين غير موجود في طبعة مؤسسة الرسالة .
(6) كذا في طبعة جمعية المكنز الإسلامي ، وما بين المعقوفين غير موجود في طبعة مؤسسة الرسالة .
(7) كذا في طبعة جمعية المكنز الإسلامي ، وما بين المعقوفين غير موجود في طبعة مؤسسة الرسالة .
21502 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ النَّاقِدُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ نَوْفًا الشَّامِيَّ يَزْعُمُ أَوْ يَقُولُ : لَيْسَ مُوسَى صَاحِبُ خَضِرٍ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ . قَالَ : كَذَبَ نَوْفٌ عَدُوُّ اللهِ .
حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ مُوسَى [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] (1) قَامَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ خَطِيبًا ، فَقَالُوا لَهُ : مَنْ أَعْلَمُ النَّاسِ ؟ قَالَ : أَنَا . فَأَوْحَى اللهُ [تَبَارَكَ وَتَعَالَى] (2) إِلَيْهِ أَنَّ لِي عَبْدًا أَعْلَمَ مِنْكَ . قَالَ : رَبِّ فَأَرِنِيهِ . قَالَ : قِيلَ : تَأْخُذُ حُوتًا فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ ، فَحَيْثُمَا فَقَدْتَهُ فَهُوَ ثَمَّ . قَالَ : فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ ، وَجَعَلَ هُوَ وَصَاحِبُهُ يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ ، حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَةَ ، رَقَدَ مُوسَى [عَلَيْهِ السَّلَامُ] (3) وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمِكْتَلِ ، فَوَقَعَ فِي الْبَحْرِ ، فَحَبَسَ اللهُ عَلَيْهِ جِرْيَةَ الْمَاءِ ، فَاضْطَرَبَ الْمَاءُ فَاسْتَيْقَظَ مُوسَى ، فَقَالَ لِفَتَاهُ : { آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا } ، وَلَمْ يُصِبِ النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ الَّذِي أَمَرَهُ اللهُ [تَبَارَكَ وَتَعَالَى] (4) بِهِ ، قَالَ : فَقَالَ : { أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشَّيْطَانُ * فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا } ، فَجَعَلَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا ، { فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا } .
قَالَ : أَمْسَكَ عَنْهُ جِرْيَةَ الْمَاءِ ، فَصَارَ عَلَيْهِ مِثْلُ الطَّاقِ ، فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا وَكَانَ لِمُوسَى [عَلَيْهِ السَّلَامُ] (5) عَجَبًا ، حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ ، فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى عَلَيْهِ ثَوْبٌ ، فَسَلَّمَ مُوسَى عَلَيْهِ ، فَقَالَ : وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ؟ قَالَ : أَنَا مُوسَى . قَالَ : مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ : نَعَمْ ، { أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا } قَالَ : يَا مُوسَى ، إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنَ اللهِ [تَبَارَكَ وَتَعَالَى] (6) لَا تَعْلَمُهُ ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنَ اللهِ عَلَّمَكَهُ اللهُ .
فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ فَمَرَّتْ سَفِينَةٌ ، فَعَرَفُوا الْخَضِرَ ، فَحُمِلَ بِغَيْرِ نَوْلٍ فَلَمْ يُعْجِبْهُ ، وَنَظَرَ فِي السَّفِينَةِ ، فَأَخَذَ الْقَدُومَ يُرِيدُ أَنْ يَكْسِرَ مِنْهَا لَوْحًا ، فَقَالَ : حُمِلْنَا بِغَيْرِ نَوْلٍ ، وَتُرِيدُ أَنْ تَخْرِقَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا؟ { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا } قَالَ : إِنِّي نَسِيتُ . وَجَاءَ عُصْفُورٌ فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ ، قَالَ الْخَضِرُ : مَا يَنْقُصُ عِلْمِي وَلَا عِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللهِ [تَعَالَى] (7) ، إِلَّا كَمَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ .
{ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا } ، فَرَأَى غُلَامًا ، فَأَخَذَ رَأْسَهُ فَانْتَزَعَهُ ، فَقَالَ : { أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا } - قَالَ سُفْيَانُ : قَالَ عَمْرٌو : وَهَذِهِ أَشَدُّ مِنَ الْأُولَى -
قَالَ : فَانْطَلَقَا ، فَإِذَا جِدَارٌ يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ، وَأَرَانَا سُفْيَانُ بِيَدَيْهِ فَرَفَعَ يَدَيْهِ هَكَذَا رَفْعًا ، فَوَضَعَ رَاحَتَيْهِ ، فَرَفَعَهُمَا بِبَطْنِ كَفَّيْهِ رَفْعًا فَقَالَ : { لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ } - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَتِ الْأُولَى نِسْيَانًا - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى ، لَوْ كَانَ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ [9/4907] عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِ
.

(1) كذا في طبعة جمعية المكنز الإسلامي ، وما بين المعقوفين غير موجود في طبعة مؤسسة الرسالة .
(2) كذا في طبعة جمعية المكنز الإسلامي ، وما بين المعقوفين غير موجود في طبعة مؤسسة الرسالة .
(3) كذا في طبعة جمعية المكنز الإسلامي ، وما بين المعقوفين غير موجود في طبعة مؤسسة الرسالة .
(4) كذا في طبعة جمعية المكنز الإسلامي ، وما بين المعقوفين غير موجود في طبعة مؤسسة الرسالة .
(5) كذا في طبعة جمعية المكنز الإسلامي ، وما بين المعقوفين غير موجود في طبعة مؤسسة الرسالة .
(6) كذا في طبعة جمعية المكنز الإسلامي ، وما بين المعقوفين غير موجود في طبعة مؤسسة الرسالة .
(7) كذا في طبعة جمعية المكنز الإسلامي ، وما بين المعقوفين غير موجود في طبعة مؤسسة الرسالة .