كابل : بضم الباء الموحدة، ولام، وكابل في الإقليم الثالث، طولها من جهة المغرب مائة درجة، وعرضها من جهة الجنوب ثمان وعشرون درجة، وقال الإصطخري : الخلج صنف من الأتراك وقعوا في قديم الزمان إلى أرض كابل التي بين الهند ونواحي سجستان في ظهر الغور ، وهم أصحاب نعم على خلق الأتراك في زيهم ولسانهم، وكابل : اسم يشمل الناحية ومدينتها العظمى أوهند ، واجتمعت برجل من عقلاء سجستان ممن دوخ تلك البلاد وطرقها ، فذكر لي بالمشاهدة أن كابل ولاية ذات مروج كبيرة بين هند وغزنة، قال : ونسبتها إلى الهند أولى فصح عندي، وأما قول ابن الفقيه : إنه من ثغور طخارستان فليس ببعيد من الصواب، ولعل طخارستان تكون في المثلثة الشرقية منها، قال ابن الفقيه : كابل من ثغور طخارستان، ولها من المدن : واذان وخواش وخشك وجزه، قال : وبكابل عود ونارجيل وزعفران وإهليلج ؛ لأنها متاخمة للهند، وكان خراجها ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم ، ومن الوصائف ألفا رأس قيمتها ستمائة ألف درهم، غزاها المسلمون في أيام بني مروان ، وافتتحوها وأهلها مسلمون، قلت : فإن كانت غير الساحلية فجائز، وقال عبيد الله بن قيس الرقيات :
ولقد غالني شبيب وكانت
في شبيب مغيلة ومغاله
غلبت أمه عليه أباه
فهو كالكابلي أشبه خاله
وقال فرعون بن عبد الرحمن يعرف بابن سلكة من بني تميم بن مر :
وددت، مخافة الحجاج، أني
بكابل في است شيطان رجيم
وقال الأعشى وسمى أهل كابل كابلا :
ولقد شربت الخمر تر
كض حولنا ترك وكابل
كدم الذبيح غريبة
مما يعتق أهل بابل
[4/427]
باكرتها حولي ذوو الـ
آكال من بكر بن وائل
ونسب إليها أبو مجاهد علي بن مجاهد الكابلي الرازي، قال البخاري : هو من سبي كابل، حدث عن موسى بن عبيدة الربذي ، ومحمد بن إسحاق وعنبسة، حدث عنه أحمد بن حنبل والصلت بن مسعود الجحدري ، وزياد بن أيوب وغيرهم، وأبو الحسن محمد بن الحسين الكابلي، روى عن يزيد بن هارون ، وابن عيينة وغيرهما، ومات في حدود سنة 205 ، وأبو عبد الله محمد بن العباس الكابلي، حدث عن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن المعقب وأحمد بن حنبل، روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري ، وقال : توفي في رجب سنة 271 .