النضير : بفتح النون، وكسر الضاد ثم ياء ساكنة، وراء مهملة : اسم قبيلة من اليهود الذين كانوا بالمدينة وكانوا هم وقريظة نزولا بظاهر المدينة في حدائق وآطام لهم، وغزوة بني النضير لم أر أحدا من أهل السير ذكر أسماء منازلهم وهو مما يحتاج إليه الناظر في هذا الكتاب، فبحثت فوجدت منازلهم التي غزاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها تسمى وادي بطحان، وقد ذكرته في موضعه فأغنى عن الإعادة ، وبموضع يقال له البويرة، وقد ذكر أيضا في موضعه، وكانت غزاة النبي - صلى الله عليه وسلم - لبني النضير في سنة أربع للهجرة ، ففتح حصونهم وأخذ أموالهم وجعلها خالصة له لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب فكان يزرع في أرضهم تحت النخيل فيجعل من ذلك قوت أهله وأزواجه لسنة وما فضل جعله في الكراع والسلاح، وأقطع منها أبا بكر وعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهما - وقسمها بين المهاجرين ولم يعط أحدا من الأنصار شيئا إلا رجلين كانا فقيرين سهل بن حنيف وأبا دجانة سماك بن خرشة الأنصاري الساعدي، قال الواقدي : وكان مخيريق أحد بني النضير عالما فآمن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأوصى بأمواله لرسول الله، صلى الله عليه وسلم [5/291] فجعلها صدقة، وهي الميثب والصافية والدلال وحسنى وبرقة والأعواف ومشربة أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي مارية القبطية، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرج بني النضير على أن لهم ما حملت إبلهم إلا الحلقة والآلة، والحلقة هي الدروع، وقال الزهري : كانت وقعة بني النضير على ستة أشهر من وقعة أحد .