108 - حديث آخر :
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي ، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا ابن صاعد ، نا يعقوب بن إبراهيم ، نا هشيم ، عن سيار وحصين ومغيرة وأشعث وداود ومجالد وإسماعيل بن أبي خالد ، كلهم عن الشعبي ، قال : دخلت على فاطمة بنت قيس ، فسألتها عن قضاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليها؟ فقالت : طلقها زوجها البتة ، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك له ، قالت : فلم يجعل لي سكنى ولا نفقة ، وقال : إنما السكنى والنفقة لمن تملك الرجعة .
[2/930] أدرج يعقوب بن إبراهيم الدورقي رواية هذا الحديث ، أو أدرجه هشيم له لما حدثه به ، وذلك أن قوله : إنما السكنى والنفقة لمن تملك الرجعة ، لم يذكره واحد من الجماعة المسمين عن الشعبي إلا مجالد بن سعيد وحده .
وقد روى هذا الحديث أحمد بن حنبل عن هشيم ، فلم يذكر هذه الكلمات التي تفرد بروايتها مجالد ، وحمل الحديث على رواية الجماعة ، وأورد أحمد عن عبدة بن سليمان ، عن مجالد وحده الحديث ، وفيه الكلمات .
وروى الحسن بن عرفة ، عن هشيم مثل رواية يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، غير أنه بين أن الكلمات في السكنى والنفقة لمن تملك الرجعة هي عن مجالد خاصة دون الجماعة .
فأما حديث أحمد بن حنبل عن هشيم :
فأخبرناه الحسن بن علي التميمي ، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، نا عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبي ، نا هشيم ، أنا سيار وحصين ومغيرة وأشعث وابن أبي خالد - وداود حدثناه - ومجالد عن الشعبي قال : " دخلت على فاطمة بنت قيس ، قال : فسألتها عن قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[2/931] فقالت : طلقها زوجها ألبتة قالت : فخاصمته إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السكنى والنفقة ، قالت : فلم يجعل لي سكنى ولا نفقة ، وأمرني أن أعتد في بيت ابن أم مكتوم" .
وأما حديث أحمد ، عن عبدة بن سليمان ، عن مجالد :
فأخبرناه الحسن بن علي ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، نا عبدة بن سليمان ، نا مجالد ، عن الشعبي قال : " حدثتني فاطمة بنت قيس قالت : طلقني زوجي ثلاثا ، فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يجعل لي سكنى ولا نفقة ، وقال : إنما السكنى والنفقة لمن كان لزوجها عليها رجعة ، وأمرها أن تعتد عند ابن أم مكتوم الأعمى" .
وأما حديث الحسين بن عرفة عن هشيم :
فأخبرناه أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي ، أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد المطيري ، نا الحسن بن عرفة ، نا هشيم ، عن مغيرة ، وحصين بن عبد الرحمن ، وأشعث وإسماعيل بن أبي خالد ، وداود بن أبي هند وسيار ومجالد ، كلهم عن الشعبي ، قال : دخلت على فاطمة بنت قيس بالمدينة ، فسألتها عن قضاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت : طلقني زوجي ألبتة فخاصمته إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السكنى والنفقة ، فلم يجعل لي السكنى ولا نفقة ، وأمرني أن أعتد في بيت ابن أم مكتوم" .
[2/932] قال هشيم : قال مجالد في حديثه : إنما النفقة والسكنى على من كانت له الرجعة .