بَصَلٌ : روى أبو داودَ في ( سننه ) : عن عائشةَ - رضي الله عنها - أنها سُئِلَتْ عن البصل ، فقالت : " إنَّ آخرَ طعام أكلَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كان فيه بَصَلٌ " .
وثبت عنه في ( الصحيحين ) : " أنه منع آكِلَه من دُخُولِ المَسْجِدِ " .
والبصل : حار في الثالثة ، وفيه رطوبة فَضليَّة ينفعُ من تغير المياه ، ويدفعُ ريحَ السموم ، ويفتِّق الشهوة ، ويقوّي المَعِدَة ، ويُهَيج الباه ، ويزيد في المَنِي ، ويُحسِّن اللَّون ، [1/211] ويقطع البلغم ، ويجلُو المَعِدَة ، وبِزره يُذهب البَهَق ، ويدلَّك به حول داء الثعلب ، فينفع جدا ، وهو بالملح يقلع الثآلِيل ، وإذا شَمَّهُ مَن شَرِب دواءً مسهلا منعه القيء والغثيان وأذهب رائحة ذلك الدواء ، وإذا استُعِطَ بمائه ، نَقَّى الرأس ، ويُقطَّر في الأُذن لثقَل السمع والطَّنين والقيح ، والماء الحادث في الأُذنين ، وينفع من الماء النازل في العينين اكتحالا يُكتَحَل ببزره مع العسل لبياض العين ، والمطبوخ منه كثيرُ الغذاء ينفع مِن اليَرَقانِ والسُّعال ، وخشونةِ الصدر ، ويُدِرُّ البَوْل ، ويلين الطبع ، وينفع مِن عضة الكلب غير الكَلِب إذا نُطِلَ عليها ماؤه بملح وسَذَاب ، وإذا احتُمل ، فتح أفواهَ البواسير .
وأما ضررُه : فإنه يورث الشَّقِيقة ، ويُصدِّع الرأس ، ويُولِّد أرياحا ، ويُظلم البصر ، وكثرةُ أكله تُورث النسيان ، ويُفسد العقل ، ويُغيِّر رائحةَ الفم والنَّكْهة ، ويُؤذى الجليسَ ، والملائكة ، وإماتتُه طبخا تُذهب بهذه المضرَّاتِ منه .
وفي السنن : أنه - صلى الله عليه وسلم - ( أمَرَ آكِلَه وآكِلَ الثُّومِ أن يُميتَهُمَا طبخا ) .
ويُذهب رائحته مضغُ ورق السَّذَاب عليه .