[1/317] بَابٌ فِي مُرُورِ الْحِمَارِ قُدَّامَ الْمُصَلِّي ( ح 080 ) أَخْبَرَنا أَبُو مُوسَى الْحَافِظُ ، أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ ، أنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ، أنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ فِي كِتَابِهِ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حدثنَا أَبُو حَيْوَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ مَوْلًى لِيَزِيدَ بْنِ نِمْرَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نِمْرَانَ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَجُلًا بِتَبُوكَ مُقْعَدًا ، فَقَالَ : مَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا عَلَى حِمَارٍ ، وَهُوَ يُصَلِّي ، فَقَالَ : قَطَعَ عَلَيْنَا صَلَاتَنَا ، فَقَطَعَ اللَّهُ أَثَرَهُ . [1/318] هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ عَلَى شَرْطِ أَبِي دَاوُدَ ، وأَخْرَجَهُ فِي كِتَابِهِ ، وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِيمَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ مِنَ الْحَيَوَانِ ، فَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ إِلَى بُطْلَانِ الصَّلَاةِ عِنْدَ مُرُورِ الْحِمَارِ قُدَّامَ الْمُصَلِّي تَمَسُّكًا بِظَاهِرِ هَذَا الْخَبَرِ ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَفِي الْبَابِ مَا يُشِيدُهُ . ( ح 081 ) قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، أَخْبَرَكَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَدٍ ، أنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، أنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ ، أنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ ، أنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، [1/319] حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ قَائِمًا يُصَلِّي فَإِنَّهُ يَسْتُرُهُ إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ آخِرَةِ الرَّحْلِ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ آخِرَةِ الرَّحْلِ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ صَلَاتَهُ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ . قُلْتُ : مَا بَالُ الْأَسْوَدِ مِنَ الْأَصْفَرِ والْأَحْمَرِ ؟ فَقَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا سَأَلْتَنِي ، فَقَالَ : الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ تَفَرَّدَ مُسْلِمٌ بِإِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ ، وَإِنَّمَا بَدَأْنَا بِالْحَدِيثِ الْأَوَّلِ لِأَنَّ فِيهِ دَلَالَةً عَلَى التَّأْقِيتِ ، وَإِنْ كَانَ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ أَصَحَّ ، وَذَهَبَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى أَنَّهُ لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ شَيْءٌ ، وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ : هَذِهِ الْأَحَادِيثُ وَإِنْ حَمَلْنَاهَا عَلَى ظَوَاهِرِهَا ، فَهِيَ مَنْسُوخَةٌ بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ . ( ح 082 ) أخبرنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، أنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدُوسٍ الْعَبْدُوسِيُّ ، أنَا أَبُو طَاهِرٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، [1/320] أنَا أَبُو بَكْرٍ بن السُّنِّيُّ ، أنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ ، أنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : جِئْتُ أَنَا وَالْفَضْلُ عَلَى أَتَانٍ ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِعَرَفَةَ ، ثُمَّ ذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا : فَمَرَرْنَا عَلَى بَعْضِ الصَّفِّ فَنَزَلْنَا ، وَتَرَكْنَاهَا تَرْتَعُ ، فَلَمْ يَقُلْ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْئًا . رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ . [1/321] ( ح 083 ) وَرَوَاهُ مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمِنًى إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ ، فَجِئْتُ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ لِي - وَأَنَا يَوْمَئِذٌ رَاهَقْتُ الِاحْتِلَامَ - فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ . الْحَدِيثُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ كَانَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، فَيَكُونُ بَعْدَ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ نِمْرَانَ بِمُدَّةٍ . وَمِمَّنْ ذَهَبَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ : عُثْمَانُ ، وَعَلِيٌّ ، وَعَائِشَةُ ، وَابْنُ عَبَّاسٍ ، وَابْنُ الْمُسَيَّبِ ، وَعُبَيْدَةُ ، وَالشَّعْبِيُّ ، وَعُرْوَةُ ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ مَالِكٌ ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ ، وَالشَّافِعِيُّ وَأَصْحَابُهُ ، وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْحِجَازِ ، وَسُفْيَانُ ، وَأَبُو حَنِيفَةَ ، وَأَهْلُ الْكُوفَةِ .
|