غَزْوَةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَرْضَ بَنِي مُرَّةَ
[ مَقْتَلُ مِرْدَاسٍ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَغَزْوَةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلْبِيِّ - كَلْبِ لَيْثٍ - أَرْضَ بَنِي مُرَّةَ ، فَأَصَابَ بِهَا مِرْدَاسَ بْنَ نَهِيكٍ ، حَلِيفًا لَهُمْ مِنْ الْحُرْقَةِ ، مِنْ جُهَيْنَةَ ، قَتَلَهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ .
[2/623] قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : الْحُرْقَةُ ، فِيمَا حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ .
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَكَانَ مِنْ حَدِيثِهِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : أَدْرَكْتُهُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَلَمَّا شَهَرْنَا عَلَيْهِ السِّلَاحَ ، قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ . قَالَ : فَلَمْ نَنْزِعْ عَنْهُ حَتَّى قَتَلْنَاهُ ؛ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْنَاهُ خَبَرَهُ ؛ فَقَالَ : يَا أُسَامَةُ ، مَنْ لَكَ بِلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إنَّهُ إنَّمَا قَالَهَا تَعَوُّذًا بِهَا مِنْ الْقَتْلِ . قَالَ : فَمَنْ لَكَ بِهَا يَا أُسَامَةُ ؟ قَالَ : فَوَاَلَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا زَالَ يُرَدِّدُهَا عَلَيَّ حَتَّى لَوَدِدْتُ أَنَّ مَا مَضَى مِنْ إسْلَامِي لَمْ يَكُنْ ، وَأَنِّي كُنْتُ أَسْلَمْتُ يَوْمئِذٍ ، وَأَنِّي لَمْ أَقْتُلْهُ ؛ قَالَ : قُلْتُ : أَنْظِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إنِّي أُعَاهِدُ اللَّهَ أَنْ لَا أَقْتُلَ رَجُلًا يَقُولُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ أَبَدًا ، قَالَ : تَقُولُ بَعْدِي يَا أُسَامَةُ ؛ قَالَ : قُلْتُ بَعْدَكَ .