[14/97] 874 - بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ الْأَوْلَى فِيمَا يُذْكَرُ مَا مَضَى مِنْ أَيَّامِ الشَّهْرِ : هَلْ يَكُونُ ذَلِكَ بِذِكْرِ الْمَاضِي مِنْهَا ، أَوْ بِذِكْرِ الْأَقَلِّ مِنَ الْمَاضِي ، وَمِنَ الْبَاقِي مِنْهَا بِمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ بِمَا رُوِيَ عَمَّنْ رُوِيَ عَنْهُ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِ شَيْءٌ
5479 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ يُونُسَ - الْمَعْرُوفُ بِالسُّوسِيِّ - ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَحَرَّوْهَا لِعَشْرٍ تَبْقَيْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ . [14/98] فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ ذِكْرُ الْبَاقِي مِنَ الشَّهْرِ فِي طَلَبِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الشَّهْرِ الْمَطْلُوبَةِ فِيهِ ، وَقَدْ كَانَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ : مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ اللُّؤْلُؤِيُّ لَا يُؤَرِّخُونَ بِالْبَاقِي مِنَ الشَّهْرِ ، وَإِنْ كَانَ قَدْ مَضَى مِنْهُ أَكْثَرُهُ ، لِأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مِقْدَارَ الْبَاقِي مِنْهُ ، وَيَحْتَجُّونَ فِي ذَلِكَ بِمَا قَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فِيهِ .
5480 - كَمَا قَدْ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ : سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ قَالَ : سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ رَجُلًا يَقُولُ : الْيَوْمَ نِصْفُ الشَّهْرِ أَوِ اللَّيْلَةَ نِصْفُ الشَّهْرِ فَقَالَ : وَيْحَكَ وَمَا يُدْرِيكَ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : الْيَوْمَ خَمْسَةَ عَشَرَ أَوِ اللَّيْلَةَ خَمْسَةَ عَشَرَ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ، وَقَبَضَ فِي الثَّالِثَةِ وَاحِدًا كَأَنَّهُ يَعْقِدُ تِسْعَةً .
[14/99] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَكَانَ هَذَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ اسْتِخْرَاجًا حَسَنًا ، وَكَانَ حَدِيثُ عَائِشَةَ الَّذِي بَدَأْنَا بِذِكْرِهِ لَا يَخْرُجُ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى ، لِأَنَّهُ قَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ ذَلِكَ الْبَاقِيَ مِنَ الشَّهْرِ ، كَمْ هُوَ ؟ فَقَالَ ذَلِكَ الْقَوْلَ عَلَى الْتِمَاسِهَا فِي شَهْرٍ بِعَيْنِهِ الْبَاقِي مِنْهُ ذَلِكَ الْمِقْدَارُ ، وَقَدْ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ .
5481 - مَا قَدْ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَكَانَ رَجُلًا فِي زَمَنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : جَلَسَ إِلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ فِي مَجْلِسِ جُهَيْنَةَ فِي آخِرِ رَمَضَانَ ، فَقُلْنَا لَهُ : يَا أَبَا يَحْيَى هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ شَيْئًا ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ هَذَا الشَّهْرِ ، فَقُلْنَا : يَا نَبِيَّ اللهِ ، مَتَى نَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ الْمُبَارَكَةَ ؟ فَقَالَ : الْتَمِسُوهَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ لِمَسَاءِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : فَهِيَ إِذًا أُولَى ثَمَانٍ ، فَقَالَ : إِنَّهَا لَيْسَتْ بِأُولَى ثَمَانٍ ، وَلَكِنَّهَا أُولَى سَبْعٍ مَا تُرِيدُ بِشَهْرٍ لَا يَتِمُّ ؟
[14/100] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَكَانَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ شَهْرًا بِعَيْنِهِ كَانَ فِيهِ مِنْهُ ذَلِكَ الْقَوْلُ بِقَوْلِهِ : مَا تُرِيدُ إِلَى شَهْرٍ لَا يَتِمُّ ، أَيْ : أَنَّ غَيْرَهُ لِلسَّبْعِ فِيهِ مَا لَهَا فِي الشَّهْرِ التَّامِّ الَّذِي هُوَ ثَلَاثُونَ ، لَا فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ النَّاقِصَةِ عَنِ الثَّلَاثِينَ . فَقَالَ قَائِلٌ : فَقَدْ رُوِيَ فِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرَ .
5482 - مَا قَدْ حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اطْلُبُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ [14/101] فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ : تِسْعًا ، يَبْقَيْنَ وَسَبْعًا يَبْقَيْنَ ، وَخَمْسًا يَبْقَيْنَ ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَطْلُوبَةٌ فِي تِسْعٍ يَبْقَيْنَ ، وَذَلِكَ يَدْفَعُ مَا قَدْ ذَكَرْتَ .
فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ : أَنَّ ذَلِكَ قَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَصَدَ بِهِ إِلَى شَهْرٍ بِعَيْنِهِ قَدْ وَقَفَ عَلَى حَقِيقَةِ عَدَدِهِ ، فَقَالَ ذَلِكَ الْقَوْلَ مِنْ أَجْلِهِ ، وَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ مَطْلُوبُهُ فِي سَائِرِ الدَّهْرِ سِوَاهُ فِيمَا قَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ تِسْعًا يَبْقَيْنَ ، وَسَبْعًا يَبْقَيْنَ ، وَخَمْسًا يَبْقَيْنَ حَتَّى يَكُونَ مَنْ جَمَعَ مَنْ طَلَبَهَا فِي ذَلِكَ مُصِيبًا لِحَقِيقَتِهَا فِي بَعْضِهَا ، وَاللهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ .