سَفَرْجَلٌ : روى ابن ماجه في ( سننه ) : من حديث إسماعيل بن محمد الطلحى ، عن نقيب بن حاجب ، عن أبي سعيدِ ، عن عبد الملك الزُّبيري ، عن طلحة بن عُبيد الله - رضي الله عنه - قال : " دخلتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيدِه سَفَرْجَلة ، فقال : دُونَكَها يا طَلْحَةُ ، فإنها تُجِمُّ الفُؤادَ " .
ورواه النسائي من طريق آخرَ ، وقال : أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في جماعةٍ من أصحابه ، وبيده سفرجلة يُقلِّبُها ، فلمَّا جلستُ إليه ، دحَا بها إِلي ثم قال : دُونَكَها أبا ذَرٍ ؛ فإنَّها تَشُدُّ القَلْبَ ، وتُطيِّبُ النَّفْسَ ، وتَذهَبُ بِطَخَاءِ الصَّدْرِ " .
وقد رُوي في السفرجل أحاديثُ أُخر ، هذا أمثَلُها ، ولا تصح .
والسفرجل بارد يابس ، ويختلفُ في ذلك باختلاف طعمه ، وكلُّه بارد قابض ، جيد للمَعِدَة ، والحلوُ منه أقلُّ برودة ويُبسا ، وأمْيَلُ إلى الاعتدال ، والحامِضُ أشدُّ قبضا ويُبسا وبرودة ، وكُلُّه يُسَكِّن العطشَ والقيء ، ويُدِرُّ البَوْل ، ويَعقِلُ الطبع ، وينفع من قرحة الأمعاء ، ونفْث الدَّم ، والهيْضَة ، وينفعُ من الغَثَيان ، ويمنع من تصاعُدِ الأبخرة إذا استُعْمِلَ بعد الطعام ، وحُرَاقةُ أغصانه وورقه المغسولة كالتوتياء في فعلها .
وهو قبل الطعام يقبض ، وبعده يُليِّن الطبع ، ويُسرع بانحدار الثفل ، والإكثارُ منه مُضِرٌ بالعصب ، مُولِّد للقُولَنْج ، ويُطْفئ المِرَّة الصفراء المتولدة في المعدة .
وإن شُوي كان أقلَّ لخشونته ، وأخفَّ ، وإذا قُوِّرَ وسطُه ، ونُزِعَ حبُّه ، وجُعِلَ فيه العسلُ ، وَطُيِّنَ جُرمُه بالعجين ، وأُودِع الرماد الحارَّ ، نفع نفعا حسنا .
[1/233] وأجودُ ما أُكِلَ مشويا أو مطبوخا بالعسل ، وحَـبُّه ينفع من خشونة الحلق ، وقصبة الرِّئة ، وكثير من الأمراض ، ودُهنه يمنع العَرَق ، ويُقَوّي المَعِدَة ، والمربَّى منه يُقَوّي المَعِدَة والكَبِد ، ويشد القلب ، ويُطيِّب النَّفَس .
ومعنى تُجِمُّ الفؤاد : تُريحه . وقيل : تفتحُه وتوسعه ، مِن جمام الماءِ ، وهو اتساعه وكثرته ، والطَّخاء للقلبُ مِثلُ الغَيْم على السماء . قال أبو عُبيدٍ : الطَّخاء ثِقَلٌ وغَشْي ، تقول : ما في السماء طخاءٌ ، أي : سحابٌ وظُلمة .