[2/781] وَمِنْ كِتَابِ الْأَيْمَانِ
( ح 377 )
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ ، أنا أَبُو الْفِتْيَانِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْحَافِظُ فِي كِتَابِهِ ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّالَقَانِيُّ ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ التَّمِيمِيُّ بِدِمَشْقَ ، أنَا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي حَرْبٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَلْقَمَةَ نَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ جَنَادَةَ الْكِنَانِيُّ ، [2/782] أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَخِيهِ مَحْفُوظٍ ، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ ، قَالَ : قَالَ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ : إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَحْلِفُ زَمَنًا ، فَيَقُولُ : لَا وَأَبِيكَ . حَتَّى نُهِيَ عَنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : لَا يَحْلِفُ أَحَدُكُمْ بِالْكَعْبَةِ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ إِشْرَاكٌ ، وَلَيَقُلْ : وَرَبِّ الْكَعْبَةِ .
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الشَّامِيِّينَ ، وَإِسْنَادُهُ لَيْسَ بِذَلكَ الْقَائِمِ ، غَيْرَ أَنَّ لَهُ شَوَاهِدَ فِي الْحَدِيثِ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْحَدِيثَ لَهُ أَصْلٌ ؛ نَحْوَ :
( ح 378 )
مَا قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي قِصَّةِ الْأَعْرَابِيِّ السَّائِلِ عَنْ فَرَائِضِ الصَّلَوَاتِ أَنَّهُ قَالَ : أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ .
( ح 379 )
وَفِي حَدِيثِ أَبِي الْعُشْرَاءِ الدَّارِمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
[2/783] وَأَبِيكَ ، لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخْذِهَا لَأَجْزَأكَ ، فَإِنْ صَحَّ الْحَدِيثَ فَهُوَ ظَاهِرٌ فِي النَّسْخِ .
وَأَمَّا الْحَلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ : فَهُوَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ .
( ح 380 )
لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بِأُمَّهَاتِكُمْ ، وَلَا تَحْلِفُوا إِلَّا بِاللَّهِ ، وَلَا تَحْلِفُوا بِاللَّهِ إِلَّا وَأَنْتُمْ صَادِقُونَ .
وَإِنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ لَا يَنْعَقِدُ يَمِينُهُ ، وَلَا يَحْنَثُ فِي يَمِينِهِ .
وَقَالَ أَحْمَدُ : إِذَا حَلَفَ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْعَقَدَتْ يَمِينُهُ ، وَتَعَلَّقَتِ الْكَفَّارَةُ في الْحِنْثِ بِهَا ؛ لِأَنَّهُ أَحَدُ شَرْطَيِ الشَّهَادَةِ ، فَالْحَلِفُ بِهِ يُوجِبُ الْكَفَّارَةَ ، كَاسْمِ اللَّهِ تَعَالَى .