حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمِنْقَرِيُّ ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ ، نا شَيْبَانُ ، عَنْ الْأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، [4/67] عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَرَأَ : هَيْتَ لَكَ فَقَالَ شَقِيقٌ : إِنَّا نَقْرَؤُهَا : هِيْتُ لَكَ يَعْنِي : فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : أَقْرَؤُهَا كَمَا عُلِّمْتُ أَحَبُّ إِلَيَّ

( أَنَّهُ قَرَأَ ) : أَيْ فِي سُورَةِ يُوسُفَ هَيْتَ لَكَ : بِفَتْحِ الْهَاءِ .
قَالَ الْبَغَوِيُّ : أَيْ هَلُمَّ وَأَقْبِلْ ، وَهِيَ قِرَاءَةُ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالتَّاءِ .
وَقَرَأَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَفَتْحِ التَّاءِ .
وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ .
وَقَرَأَ السُّلَمِيُّ وَقَتَادَةُ : هِئْتُ لَكَ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ مَهْمُوزًا ، يَعْنِي تَهَيَّأْتُ لَكَ ، وَأَنْكَرَهُ أَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ وَقَالَا : لَمْ يُحْكَ هَذَا عَنِ الْعَرَبِ ، وَالْأَوَّلُ هُوَ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ الْعَرَبِ .
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - : أَقْرَأَنِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( هَيْتَ لَكَ ) : قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : كَأَنَّ الْكِسَائِيَّ يَقُولُ : هِيَ لُغَةٌ لِأَهْلِ حُورَانَ وَقَعَتْ إِلَى الْحِجَازِ ، مَعْنَاهَا تَعَالَ . وَقَالَ عِكْرِمَةُ أَيْضًا بِالْحُورَانِيَّةِ : هَلُمَّ .
وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ : هِيَ لُغَةٌ غَرِيبَةٌ ، وَهِيَ كَلِمَةُ حَثٍّ وَإِقْبَالٍ عَلَى الشَّيْءِ .
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : إِنَّ الْعَرَبَ لَا تُثَنِّي هَيْتَ وَلَا تَجْمَعُ وَلَا تُؤَنِّثُ ، وَإِنَّهَا بِصُورَةٍ وَاحِدَةٍ فِي كُلِّ حَالٍ ، انْتَهَى .
وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَت هَيْتَ لَكَ ) : قَالَ : وَإِنَّمَا نَقْرَؤُهَا كَمَا عُلِّمْنَاهَا ، انْتَهَى .
وَفِي " الدُّرِّ الْمَنْثُورِ " : وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، وَالْبُخَارِيُّ ، وَابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَأَبُو الشَّيْخِ ، وَابْنُ مَرْدَوْيهِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : قَرَأَهَا عَبْدُ اللَّهِ هَيْتَ لَكَ : بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالتَّاءِ ، فَقُلْنَا له : إِنَّ نَاسًا يَقْرَءُونَهَا ( هِيْتَ لَكَ ) فَقَالَ : دَعُونِي فَإِنِّي أَقْرَأُ كَمَا أُقْرِئْتُ أَحَبُّ إِلَيَّ .
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَرَأَ هَيْتَ لَكَ بنصِبُ الْهَاءَ وَالتَّاءَ وَلَا يَهْمِزُ .
وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْد وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ أَنَّهُ قَرَأَهَا ( هِيْتُ لَكَ ) يَعْنِي بِكَسْرِ الْهَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ ، يَعْنِي : تَهَيَّأْتُ لَكَ
وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْد وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ : ( هِئْتُ لَكَ ) مَكْسُورَةَ الْهَاءِ مَضْمُومَةَ التَّاءِ مَهْمُوزَةً ، قَالَ : تَهَيَّأْتُ لَكَ .
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ ( هِئْتُ لَكَ ) رَفَعَ أَيْ تَهَيَّأْتُ لَكَ .
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ هَيْتَ لَكَ : نَصْبًا ، أَيْ هَلُمَّ لَكَ . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : كَذَلِكَ كَانَ الْكِسَائِيُّ يَحْكِيهَا ، قَالَ : هِيَ لُغَةٌ لِأَهْلِ نَجْدٍ وَقَعَتْ إِلَى الْحِجَازِ ، مَعْنَاهَا تَعَالَهْ . وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيِّ أَنَّهُ قَرَأَ هِيتَ لَكَ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَفَتْحِ التَّاءِ ، انْتَهَى .
قُلْتُ : أَوْرَدَهُ الْبُخَارِيُّ مُخْتَصَرًا ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ كَمَا قَالَهُ الْحَافِظَانِ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ حَجَرٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ الْأَعْمَشِ بِلَفْظِ : " إِنِّي سَمِعْتُ الْقِرَاءَةَ فَسَمِعْتُهُمْ مُتَقَارِبَيْنِ فَاقْرَءُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ وَالِاخْتِلَافَ ، فَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ الرَّجُلِ هَلُمَّ وَتَعَالَ ، ثُمَّ قَرَأَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ فَقُلْتُ : إِنَّ نَاسًا يَقْرَءُونَهَا ( هِيتَ لَكَ ) قَالَ : لَأَنْ أَقْرَأهَا كَمَا عُلِّمْتُ أَحَبُّ إِلَيَّ .
وَكَذَا أَخْرَجَهُ ابْنُ مَرْدَوْيهِ مِنْ طَرِيقِ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَرَأَهَا هَيْتَ لَكَ : بِالْفَتْحِ . وَمِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنِ الْأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ لَكِنْ قَالَ بِالضَّمِّ ، وَرَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : قَرَأَهَا عَبْدُ اللَّهِ بِالْفَتْحِ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ النَّاسَ يَقْرَءُونَهَا بِالضَّمِّ ، فَذَكَرَهُ قَالَ فِي الْفَتْحِ : وَهَذَا أَقْوَى ، وَقِرَاءَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَبِالضَّمِّ أَوْ بِالْفَتْحِ بِغَيْرِ هَمْزٍ .
وَرَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّهُ يَقْرَؤُهَا كَذَلِكَ لَكِنْ بِالْهَمْزِ .
وَفِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ خَمْسُ قِرَاءَاتٍ ، فَنَافِعٌ وَابْنُ ذَكْوَانَ وَأَبُو جَعْفَرٍ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَيَاءٍ سَاكِنَةٍ وَتَاءٍ مَفْتُوحَةٍ ، وَابْنُ كَثِيرٍ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَيَاءٍ سَاكِنَةٍ وَتَاءٍ مَضْمُومَةٍ ، وَهِشَامٌ بِهَاءٍ مَكْسُورَةٍ وَهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ وَتَاءٍ مَفْتُوحَةٍ أَوْ مَضْمُومَةٍ ، وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَيَاءٍ سَاكِنَةٍ وَتَاءٍ مَفْتُوحَةٍ .
وَعَنِ ابْنِ مُحَيْصِنٍ فَتْحُ الْهَاءِ وَسُكُونُ الْيَاءِ وَكَسْرُ التَّاءِ ، وَكَسْرُ الْهَاءِ وَالتَّاءِ بَيْنَهُمَا يَاءٌ سَاكِنَةٌ ، وَكَسْرُ الْهَاءِ وَسُكُونُ الْيَاءِ وَضَمُّ التَّاءِ .
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( هُيِيتُ ) : بِضَمِّ الْهَاءِ وَكَسْرِ الْيَاءِ ، بَعْدَهَا ياء سَاكِنَةٍ ، ثُمَّ تَاءٍ مَضْمُومَةٍ بِوَزْنِ حُيِيتُ ، فَهِيَ أَرْبَعَةٌ فِي الشَّاذِّ ، فَصَارَتْ تِسْعَةً . قَالَهُ الْقَسْطَلَّانِيُّ فِي شَرْحِ الْبُخَارِيِّ
( إِنَّا نَقْرَؤُهَا هِيتَ لَكَ ) : بِكَسْرِ الْهَاءِ ثُمَّ يَاءٍ ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ هِئْتُ