[4/113] 44 - باب
مَن كَانَ فِي حَاجَةِ أَهْلِهِ فَأُقِيمتِ الصَّلاةُ فَخَرَجَ
676 - حَدَّثَنَا آدم ، ثنا شعبة ، ثنا الحكم ، عَن إِبْرَاهِيْم ، عَن الأسود ، قَالَ : سألت عَائِشَة : مَا كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يصنع فِي بيته ؟ قَالَتْ : كَانَ يكون فِي مهنة أهله - تعني : خدمة أهله - ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة
.

( المهنة ) - بكسر الميم وفتحها - الخدمة .
ومنهم من أنكر الكسر ، قَالَ الأصمعي : هُوَ خطأ .
قَالَ الزمخشري : هُوَ عِنْدَ الأثبات خطأ ، قَالَ : وكان القياس لَوْ قيل مثل جلسة وخدمة .
وقد فسرت عَائِشَة هذه الخدمة فِي رِوَايَة عَنْهَا ، فروى المقدام بْن شريح ، عَن أَبِيه ، عَن عَائِشَة ، أَنَّهُ سألها : كَيْفَ كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يصنع إذا كَانَ فِي بيته ؟ قَالَتْ : مثل أحدكم فِي مهنة أهله ، يخصف نعله ، ويرقع ثوبه ، ويضع الشيء .
وروى معاوية بْن صالح ، عَن يَحْيَى بْن سَعِيد ، عَن عمرة ، قَالَتْ : سئلت عَائِشَة : مَا كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يصنع فِي بيته ؟ قَالَتْ : بشر من البشر ، يخدم نفسه ، ويحلب شاته ، ويرقع ثوبه ، ويخصف نعله .
[4/114] وروى هِشَام بْن عُرْوَةَ ، عَن أَبِيه ، قَالَ : قيل لعائشة : مَا كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يصنع فِي بيته ؟ قَالَتْ : يخيط ثوبه ، ويخصف نعله ، ويعمل مَا يعمله الرجال فِي بيوتهم .
خرجه ابن حبان فِي ( صحيحه ) .
ومقصود البخاري بهذا الباب : أن الصلاة إذا أقيمت والإنسان فِي شغل بعمل شيء من مصالح دنياه ، فإنه يدعه ويقوم إلى الصلاة ، إماماً كَانَ أو مأموماً .
وقد روي حَدِيْث الأسود ، عَن عَائِشَة ، الَّذِي خرجه البخاري بزيادة فِي آخره .
خرجه الحافظ أبو الحسين بن المظفر فِي ( غرائب شعبة ) من طريق الْحَسَن بن مدرك ، ثنا يَحْيَى بْن حماد ، ثنا شعبة ، عَن الحكم ، عَن إِبْرَاهِيْم ، عَن الأسود ، عَن عَائِشَة ، قَالَتْ : كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كَانَ عندي كَانَ فِي مهنة أهله ، فإذا نودي بالصلاة كأنه لَمْ يعرفنا .
وقد روي من وجه آخر معنى هذه الزيادة .
رَوَى أبو زُرْعَة الدمشقي فِي ( تاريخه ) : حَدَّثَنَا محمد بْن أَبِي أسامة ، ثنا مبشر بْن إِسْمَاعِيل ، ثنا عَبْد الله بْن الزبرقان ، حَدَّثَنِي أسامة بْن أَبِي عَطَاء ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ النُّعْمَان بْن بشير ، فَقَالَ لَهُ سويد بْن غفلة : ألم يبلغني أنك صليت مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : ومرة ، لا بل مراراً ، كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سَمِعَ النداء كأنه لا يعرف أحداً من النَّاس .