367 - حدثنا عبد الله بن يوسف قال : أخبرنا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه أنه قال : قلت لعائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم - وأنا يومئذ حديث السن - : أرأيت قول الله تبارك وتعالى : إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ، فلا أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما ، فقالت عائشة : كلا لو كانت كما تقول كانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما ، إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار كانوا يهلون لمناة ، وكانت مناة حذو قديد ، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة ، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فأنزل الله تعالى : إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما .

مطابقته للترجمة في أنه يصنع في حجه من السعي بين الصفا والمروة ، وقد مر هذا الحديث في باب وجوب الصفا والمروة بأطول منه ، فإنه أخرجه هناك عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري عن عروة إلى آخره ، وقد مرت مباحثه هناك مستوفاة .
قوله : " وأنا يومئذ حديث السن " يريد لم يكن له بعد فقه ولا علم من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يتأول به نص الكتاب والسنة . قوله : " كلا " هي كلمة ردع أي ليس الأمر كذلك . قوله : " كما تقول " أي عدم وجوب السعي . قوله : " مناة " بفتح الميم وتخفيف النون اسم صنم . قوله : " حذو قديد " أي محاذيه ، وقديد بضم القاف موضع بين مكة والمدينة . قوله : " يتحرجون " يعني يحترزون من الإثم الذي في الطواف باعتقادهم أو يحترزونه لأجل الطواف ، أو معناه يتكلفون الحرج في الطواف ويرونه فيه .
زاد سفيان وأبو معاوية عن هشام : ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته ما لم يطف بين الصفا والمروة .

أي زاد سفيان بن عيينة ، وأبو معاوية محمد بن خازم بالخاء المعجمة والزاي الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة " ما أتم الله حج امرئ " إلى آخره ، أما رواية سفيان فوصلها الطبري من طريق وكيع عنه عن هشام ، فذكر الوقوف فقط ، وأما رواية أبي معاوية فوصلها مسلم فقال : حدثنا يحيى بن يحيى قال : أخبرنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، قال : قلت لها : إني لأظن رجلا لم يطف بين الصفا والمروة ما ضره ، قالت : لم ؟ قلت : لأن الله تعالى يقول : " إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ " إلى آخر الآية ، قالت : ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة ، الحديث بطوله .