141 - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود ، حدثنا يحيى ، عن إسماعيل ، حدثنا قيس سمعت المغيرة بن شعبة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون .

هذا ملحق بأبواب علامات النبوة وفيه معجزة ظاهرة ، فإن هذا الوصف ما زال بحمد الله تعالى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآن ، ولا يزول حتى يأتي أمر الله المذكور في الحديث .
وعبد الله بن أبي الأسود واسم أبي الأسود حميد بن الأسود البصري ، ويحيى القطان وإسماعيل بن أبي خالد البجلي الكوفي ، وقيس بن أبي حازم .
والحديث أخرجه البخاري أيضا في الاعتصام عن عبيد الله بن موسى وفي التوحيد عن شهاب بن عباد ، وأخرجه مسلم في الجهاد عن أبي بكر بن أبي شيبة ، وعن محمد بن عبد الله بن نمير ، وعن ابن أبي عمر .
قوله : " ظاهرين " من ظهرت أي : علوت والواو في قوله : " وهم ظاهرون " للحال ، واحتجت به الحنابلة على أنه لا يجوز خلو الزمان عن المجتهد . قوله : " حتى يأتيهم أمر الله " قال النووي : هو الريح الذي يأتي فيأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة ، ويروى " حتى تقوم الساعة " أي : تقرب الساعة وهو خروج الريح ، ويروى " لا تزال طائفة من أمتي " وهو في مسلم كذلك . قال البخاري : وأما هذه الطائفة فهم أهل العلم . وقال أحمد بن حنبل : إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم . قال القاضي : إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحق . وقال النووي : يحتمل أن هذه الطائفة مفرقة من أنواع المؤمنين ، فمنهم شجعان مقاتلون ، ومنهم فقهاء ، ومنهم محدثون ، ومنهم زهاد ، ومنهم آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ، ومنهم أنواع أخرى من أهل الخير ، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونوا متفرقين في أقطار الأرض قال : وفيه دليل لكون الإجماع حجة وهو أصح ما يستدل به من الحديث ، وأما حديث لا تجتمع أمتي على ضلالة فضعيف .